إيلاف من لندن: وقع العراق مع لبنان الجمعة مذكرة تفاهم لتزويده بكميات من زيت الوقود والنفط الخام لتشغيل محطاته الكهربائية التي تعاني أزمة مستفحلة مقابل خدمات وسلع.
وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي حيان عبد الغني خلال مراسيم التوقيع في بغداد اليوم أن هذه المذكرة "تأتي تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء في أيار/مايو 2023 والهادفة الى توفير احتياجات الأشقاء في لبنان من زيت الوقود والنفط الخام دعماً لقطاع الكهرباء هناك انطلاقاً من تعزيز وتطوير أفاق التعاون الثنائي بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الإعلامي تابعته "إيلاف".
تجديد اتفاق البلدين
وأشار عبد الغني الى أن الاتفاق يقضي بتجديد مضمون الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2022 لعام آخر مع زيادة الكمية المجهزة لزيت الغاز وفقاً لاتفاق الطرفين.. منوهاً الى أنه سيتم تنظيم عقد جديد للنفط الخام وستقوم اللجان الفنية المشكلة من الجانبين بوضع الآليات المناسبة لتنفيذ هذا الاتفاق ومنها تحديد الكميات وآليات النقل والتحميل والتفريغ وغيرها من الالتزامات الفنية واللوجستية لكل طرف بعدها يقوم مجلسي الوزراء في كلا البلدين بالمصادقة على توصيات اللجنة المشتركة.
من جانبه أشاد وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض بموقف العراق حكومة وشعباً لدعم وإسناد بلده لتجاوز أزمته في توفير الوقود لمحطات الطاقة الكهربائية.. منوهاً الى أن "هذا محط تقدير كبير من قبل الحكومة والشعب اللبناني".
مليونا طن نفط خام
وتنص مذكرة التفاهم على تزويد لبنان بـ 3.5 مليون طن من النفط والوقود حيث كان الاتفاق الذي وقع عليه مجلس الوزراء العراقي في أيار/مايو الماضي يتضمن تزويد لبنان بـ 2 مليون طن من النفط الخام، و1.5 مليون طن من الوقود لمدة عام مما سيزيد ساعات التغذية للطاقة الكهربائية.
وفي منتصف أيار/مايو الماضي قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض إن العراق وافق على الاستمرار في توريد زيت الوقود الثقيل إلى لبنان لمدة عام آخر وزيادة حجم الإمدادات بنسبة 50% إلى 1.5 مليون طن متري.
وأضاف أن العراق وافق أيضاً على اتفاق تجاري لتزويد لبنان بمليوني طن متري إضافية من زيت الوقود.
يشار الى أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة حيث تُعد أزمة الكهرباء من الأزمات المزمنة التي تواجه لبنان إذ أن مؤسسة كهرباء لبنان تؤمن ساعات تغذية كهربائية تتراوح بين ساعتين إلى 4 ساعات فقط يومياً بالتناوب بين المناطق المختلفة في انحاء لبنان ما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على المولدات الخاصة أو كيانات متخصصة في توصيل وصلات للمنازل والمحال التجارية مقابل رسوم اشتراك شهرية أو وفقاً للاستهلاك بتكلفة أكبر من الكهرباء الحكومية.
النفط والوقود مقابل خدمات وسلع
وكان العراق وقع في في تموز/يوليو عام 2021 اتفاقاً مع لبنان لبيع مليون طن من زيت الوقود الثقيل بالسعر العالمي على أن يكون السداد بالخدمات والسلع.
ويقضي الاتفاق الذي رعاه رئيس الحكومة العراقية حينها مصطفى الكاظمي بتبادل النفط العراقي مقابل خدمات يؤمنها لبنان للقطاع الصحي العراقي وجاء نتيجة لما يُعانيه لبنان من أزمة محروقات بسبب عدم فتح الاعتمادات بالدولار من قبل مصرف لبنان لكي يتم استيراد النفط ما أدى إلى تراجع التغذية بالكهرباء بنسبة تصل إلى 80٪ على الأراضي اللبنانية كافة بما فيها العاصمة بيروت.
وفي آب/أغسطس عام 2022 قال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الحكومة العراقية وافقت على مواصلة إمداد شركة "كهرباء لبنان" بزيت الوقود الثقيل لعام آخر مما يخفف الضغط على شبكة الكهرباء اللبنانية".
وأشار ميقاتي الى أنه تقدم بالطلب إلى الكاظمي الذي وافق على التمديد بشروط الاتفاق الذي وُقع عام 2021 نفسها.