بكين (الصين): تلتقي وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بكين الجمعة مسؤولين صينيين كباراً بينهم رئيس الوزراء لي تشيانغ لتهدئة العلاقات التجارية المتوترة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتأتي زيارة يلين بينما يدعو سياسيون أميركيون إلى "فك الارتباط" بين الاقتصادين لخفض اعتماد واشنطن على الدولة الآسيوية العملاقة، وسط تصاعد الخلافات الجيوسياسية.
وتندرج هذه الزيارة التي تأتي بعد أسابيع على زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في إطار رغبة إدارة الرئيس جو بايدن في تجديد الاتصال مع بكين، بعد ثلاث سنوات من عزلة شبه كاملة للصين بسبب الأزمة الصحية.
وستعقد يلين في أول رحلة لها إلى الصين منذ توليها منصبها في 2021، الجمعة رئيس الوزراء لي تشيانغ المسؤول خصوصاً عن القضايا الاقتصادية في بلاده.
"محادثة حقيقية"
وقال مسؤول في الخزانة إنها تمكنت من إجراء "محادثة حقيقية" مع نظيرها السابق نائب رئيس الوزراء السابق ليو هي وكذلك محافظ البنك المركزي الصيني المنتهية ولايته يي غانغ.
وأضاف المصدر أن الحديث "تناول الآفاق الاقتصادية العالمية وتلك الخاصة بالولايات المتحدة والصين على التوالي".
وقال مسؤول آخر في وزارة الخزانة الخميس إن الولايات المتحدة لا تتوقع تقدمًا محددًا خلال هذه الزيارة لكنها تأمل في مبادلات بناءة يمكن أن تمهد الطريق لمزيد من المناقشات الملموسة.
وأكدت يلين الخميس أن "هذه الرحلة هي فرصة للتواصل وتجنب أخطاء الاتصال أو سوء الفهم".
وتتعلق نقطة الخلاف الرئيسية بأشباه الموصلات مع فرض قيود في الأشهر الأخيرة لقطع إمداد الشركات الصينية بتقنيات أميركية، بما في ذلك الرقائق.
وترى الصين التي تسعى إلى أن تصبح مستقلة في هذا المجال، أن هذه الإجراءات تهدف إلى عرقلة تنميتها والحفاظ على التفوق الأميركي.
وفي ما يعتبر بشكل واسع انتقاما، أعلنت بكين الاثنين قيودًا على صادرات معدنين نادرين ضروريين لأشباه الموصلات، تعد المنتج الرئيسي لهما.
ومن المفارقات أنه منذ رفع القيود الصحية في بداية العام، زار عدد من رؤساء شركات أميركية كبرى الصين، بينهم المدير العام لمجموعة آبل تيم كوك ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس.
وتمكن غيتس من لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ بصفته الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية.
كما التقى إيلون ماسك بمسؤولين صينيين كبار قبل أن يتوجه إلى شنغهاي لزيارة موقع تجميع لمصنع عملاق افتتحته شركة تيسلا في 2019.