- 1 -
حين اِسْتَطَابُوا مَشْيَهُمْ للوراءْ
تبعثرتْ أيّامُهمْ في الخَوَاءْ
أوراقُهُمْ فرّتْ بأحلامِهِمْ
وحلّقتْ
في أفق أوهامِهِم
حتّى ثوت مُنْهَكةً في الهواءْ
فهلْ سيأتي لهمُ مُنقِذٌ
يُمْكِنُهُ أنْ يقتفي درْبَها
يمسحُ عنها كلَّ أخطائِهمْ
يزيح عنها كلَّ أثقالِها
لعلّها تعودُ أدراجَها
بيضاءَ لا تعرفُ غيرَ النقاءْ
عادتْ
ولكنّهُمُ لم يَفوا
لم يوقفوا مشيهُمُ للوراءْ
- 2 -
جاءتْ جُموعٌ، و تلتها جُموعْ
كانتْ تُداري حزنَها بالدّموعْ
خجلاًنةً ممّا ترى حولها
تَخافُ أن تُفصِحَ عمّا جرى
تُريدُ أن تُغفَرَ آثامُها
و فَجْأةً أوقفَ حرّاسَها
صوتٌ يناديهُمْ مُخيفُ الصدى :
دموعُ هذا العصرِ يا سادتي
لا تُسْعِفُ الماضي و لا تستعيدْ
فَلْتَمْسحوا دموعَ أمسٍ بعيدْ
ولْتَبْدَأوا أيّامَكُمْ من جديدْ