- 1 -
عندما أقرأ نصاً مرتينْ
فأقولْ:
ما الذي كان يقولْ؟
كاتبُ النّصِ
و ماذا سيقولْ
قاريءٌ آخرَ بعدي؟
أجدُ النفسَ تقولْ:
لمن المُبْدِعُ يكتُب ..؟
و لماذا نحن نقرأ؟
............................
صَفَحاتٌ سُطِّرتْ
دونَ جدوى كُتِبَتْ
بغموضٍ عبَّرَتْ
عن سرابٍ
و ضبابٍ
و اضطرابْ
فلماذا يكتُبونْ
وَ هُمُ لا يُدرِكونْ
أنّ بحرَ الكلماتْ
فيهِ أملاحٌ و ماءٌ و جواهرْ
فيهِ أخطارُ هلاكٍ وغرقْ
فيهِ ما يزرعُ في النّفسِ القلقْ
فيه ما يبعثُ في الموتِ الحياةْ
فيهِ، ما فيهِ، و للمبدع أن يختارَ،
ما تهفو له الأرواحُ، والآذانُ،
ممّا يَدخلُ القلبَ بلا إذن دخولْ
و يغذّي الروحَ من دون ذبولْ
- 2 -
جفّتِ اللّيلةُ، جفّ الفجرُ، جفّ الصّبحُ
جفَّتْ غيمةٌ ما أمطرتْ
جفَّتِ الغابةُ،
جفَّ الحقلُ،
جفّ البحرُ،
جفّ النهرُ
لكِنْ
لَمْ يجفّْ الحبُّ في قلبي،
وما جفّتْ دُموعي
فبكيتُ
و بكيتُ
و بكيتُ
ملبورن 19/11/2021