: آخر تحديث

كامل فهد: لوليتا

57
56
45
مواضيع ذات صلة

حسناً.. ليست لوليتا الخمسيني هربرت هربرت، للروسي الرائع نابوكوف.

لكنها لوليتا صاحبي البوهيمي الشاعر، الطويل النحيف معلم العربية الذي بالكاد يكفيه راتبه للكتب التي يكدسها في بيته الذي ورثه عن أهله الراحلين الى رحمة الله...!

كما المرحوم عمّنا ارخميدس الذي خرج من الحمام الى الشارع عاريا وهو يصرخ يوركا... يوركا، جائني صاحبي متهللاً... وجدتها.. وجدتها..!

-من؟

-لوليتا ..اسميتها لوليتا...!

-تُحفة من الجمال والرقّة والمهم جداً.. الثقافة...!

وكيف حصل كل هذا فجأة، البارحة أخذني صديق خبيث لزيارة اقاربه، الملعون.."وقهقه صاحبي بحبور ساذج"

وهناك رأيتها..ويا للعجب، دخلت علينا بالشاي وانحنت امامي وكانت تتأبط كتاباً، سقط منها ورأيت العنوان..لوليتا..!

ثم جلست وشرع صاحبي بإطرائها "ابنة عمي دودة كتب، تخيل كل ما اشتريت كتاباً وحدثتها عنه ألحت في استعارته منّي.. وأضاف .. تخيل لديها مكتبة عامرة وفوق هذا لا يفوتها يوم لم تذهب فيه الى المكتبة العامة".!

-ما شاء الله، وماذا قالت هي حين تحدثتما عنها...!

-كانت تبتسم بعذوبة وتنظر لي بلهفة غريبة...!

-فقط...!

-وهل تحدثت معها عن قراءاتها، سمعت صوتها، عرفت احوالها، اسرتها.. أمّها.. أبيها..!

-لم يتسن لي، كان ابن عمها هو المتحدث الوحيد و..

-وماذا تنوي؟

-اتزوجها، لا أشك أنّها الحلم الذي داعب خيالي دهراً.. حبيبةٌ وزوجةٌ تسمع اشعاري، تتحسس همومي، تقرأ لي حين أشيخ ويقصر بصري عن القراءة...!

-اسمع..اطوي هذه الصفحة وحافظ على سلامك النفسي وشعرك الغرائبي.

-لماذا؟

لأنّها مُزيفة..لوليتا مُزيفة يا صديقي...!

ابن عمها هذا.. ابن عم كثيرات قبلها، أنا أعرفه جيداً.. هو سمسار في كل شيء من البيوت الى العصافير الملونة والسجاد و.. الزيجات الفاشلة ...!

واحدة مصابة بداء عضال، أخرى سيئة الخلق، و.. واحدة مُدّعية الثقافة بينما هي بالكاد تفك الحرف.. اليس ابن عمها صاحبك (ع) الذي تعرفت عليه قبل أيام وصار يلاحقك ليل نهار...!

بمعنى.. صفقات صاحبك السمسار مشبوهة بمجملها، وصدقني سينفض عنك بعد ذلك وينكر حتى وجودك بالكامل...حين تأتي لتلومه أو تحاسبه...!

 

أوسلو

في الثالث عشر من نوفمبر 2021


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات