أمس
*****
منذ حُلولِ اللّيلِ حتّى مطلعِ النهارْ
كان الظلامُ يرتدي عباءةَ الأسرارْ
وفي فمي كانتْ تنامُ أغنيةْ
تغفو على رمادِ وقتي سفنٌ
مرّتْ سنينٌ و شهورٌ،
و هي غافيةْ
أظلُّ بانتظارْ
حُلْمٍ جميلٍ يطردُ الهمومَ من دمي
و يُطلقُ الإنشادَ في فمي
لكنّني،
حين أنامُ لا أرى
إلاّ سرابَ أمنيةْ
اليوم
*****
منذ انبلاج النهارْ
حتّى انتصافِ اللّيلِ،
تغدو الدروبْ
متعبةً تجرُّ أذيالَها
حزينةً تجترّ آلامَها
لكنّني
لا حزن ينتابني
فأنتِ لي اِبتسامةٌ دائمةْ
مشرقةٌ في فمي
نابضةٌ في دمي
غدا
*****
كُلُّنا نجهلُ ماذا سوفَ يأتي
في غدٍ أو بعدَ غَدْ
فدعينا نتخيّلْ
قلتُ هذا، فأجِبْتِ:
لا أحدْ
ليسَ في مقدورنا أن نتخيّلْ
في زمانٍ فاقَ كلَّ الأخيلةْ
قلتُ: حقاً.
هل أقولْ: نتوهّمْ؟
قلتِ وهماً صارتِ الأيامُ
دعنا نتأملْ.
فتأمّلتُ طويلاً
لم أجدْ ما أرتجيهْ
عدتُ اسألْ
ما الذي سوف يجيء؟
ليس من يُعطي جواباً
لا أحدْ