: آخر تحديث

كامل فهد: قصص قصيرة جدا

64
62
53
مواضيع ذات صلة

الزائر الأخضر:

قطع كيلومترات عديدة وهو يرفع بيرقه الأخضر عالياً، على راسه كوفية خضراء، عند الوسط يتحزَّم بحزام من القماش بلون اخضر.. كل ما عليه اخضر إلا ذقنه لما تزل سوداء مشوبة بالبياض.

بلغ مراقد عديدة في الطريق، قبَّل الجدران ولعق التراب وتابع المشوار، اقترب من بناء من الطين، همَّ بلعق الجدار وتقبيله، تناهى لسمعه اصوات صبية يقرأون.. "مدرسة جهال" هتف في سرّه، لا بأس.. رفع جلبابه الأخضر نظر يمنة ويسرة، وتبول تاركاً أثراً في الجدار، حمد الله على نعمة الستر وتابع المسير بحثاً عن مراقد يقبلها ويل...ترابها المقدس...!

 

***

ناشط شرعي:

كان وجهه متهللاً  منتشيا بفحولته وكفاءته الفنّية الإيمانية...!

كم مرّة قمت بهذا العمل؟

قرابة الثلاثين مرّة

وزوجتك ماذا كان موقفها؟

كانت سعيدةً فخورة بعملي.

هل تأخذ مالاً مقابل عملك؟

اعوذ بالله.. " وتلألأت عيناه، بل اغرورقت بالدموع".. يا سيدي أنا أقوم هذا لوجه الله وللحفاظ على الروابط الأسرية

قال.. المُحلِّلُ الشرعي ذو الوجه الصبيح...!

للمذيع التلفازي النبيل...!

 

***

 

مجاهدٌ كسير الجناح:

ارتقى المنصة حزيناً، مُتعثر الخطو، مسح بباطن كفّه على لحيته البيضاء حسنةُ التقليم، بسمل وحوقل ثم نطق:

  • تلوموننا ولكم الحقَّ كله، لكن.." وأطلق تنهيدة حرّى" ليتكم تعرفون الظروف القاسية المريرة التي نعمل فيها، نحن مُحارَبين من أقرب الأقربين.." تهدج صوته وأضطرب وأوشك على النحيب"، نحن يا قوم كما جدّكم وجدّنا "الح..."لا ناصر لنا ولا معين، وبكى ولطم على صدره الكريم.. وبكى ولطم الحاضرون ...!
  • أعداء الداخل يمنعوننا من الإصلاح " وسرت همهمات ولعنات على أعداء الداخل"
  • .. هم من يضعون العصي في عجلتنا المباركة...!
  • اللعنة.. اللعنة..:" وشمخت في الفضاء قبضات غاضبة"
  • لكن.. بقوة سواعدكم وأصواتكم الانتخابية سنعمل المستحيل في بناء هذا البيت الآيل للخراب...!

منذ ثمانية عشر عاماً..وهو وصحبه الكرام.. يجربون ويحاولون، ولكن أياديهم مغلولة حتى عن رفع القمامة من امام بيوتهم ذاتها ...!

 

***

طيور شرهة:

في هجمة إرهابية غوغائية مأجورة مشبوهة ، تحركت ذات فجر وفي أسراب منظمة غاية التنظيم

جحافل من المرتزقة الطيّارة في غزوة على صوامع القمح لشعب مؤمن نبيل وفي مدينة من مدن القداسة.

من اين أتت؟  كيف تسللت دون أن تكشفها رادارات الحلفاء واقماره الصناعية السابحة ليل نهار حول كرتنا الأرضية المباركة؟.. من تواطأ معها؟ أي عدو من أعداء الداخل أو الخارج خطط لهذه الجريمة البشعة؟؟

لا أحد يعرف...!!

وكانت معركة من جانب واحد، فالآخر كان غاطاً في نوم عميق.. وأسفرت الجريمة عن التهام قرابة الخمس وسبعون طن من الحبوب أي خمس وسبعون ألف كيلو غرام...!

وعادت الطيور الغريبة المتوحشة الشرهة الى مواضعها بسلام...!!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات