إيلاف من القاهرة: انفجرت القاهرة قبل الرياض غضباً من رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وعضو الفيفا هاني أبو ريدة، والذي طلب من جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" مباشرة، ودون تنسيق مع السعودية أن تستضيف مصر واحدة من مجموعات مونديال 2034، والذي تم اسناده رسمياً للسعودية دون شراكة من أحد، وبناء على ملف قوي حظي باعجاب الفيفا، فكيف لمسؤول مصري أن يطلب الشراكة في حدث لم تكن مصر موجودة به منذ البداية؟ من هنا اندلعت الأزمة.
وقد تسبب هذا الطلب المثير للجدل والصادم، وغير الدبلوماسي أو القانوني في أزمة بين البلدين لم تصل إلى الجهات العليا في البلدين، ولكنها أزمة على المستوى الشعبي والسوشيلاوي، وجاء الغضب الشعبي المصري من عدم مشروعية الطلب، ليكون سبباً في هدوء ردة الفعل السعودية، حيث يتحمل هاني أبو ريده وحده المسؤولية وليس مصر كدولة أو حكومة أو شعب.
الغضب المصري عبر السوشيال ميديا كان كبيراً، فالجميع يقف ضد الطريقة التي تحرك بها هاني أبو ريدة، حيث كان يتوجب عليه التواصل مع الجانب السعودي أولاً، ولكنه لم يفعل ذلك، كما أنه مسؤول في الفيفا ويدرك جيداً عدم أحقية مصر في هذا الطلب إلا بعد التنسيق والموافقة من السعودية أولاً والفيفا ثانياً.
عاجل:
— عمرو (@bt3) March 12, 2025
رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة يطلب من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا أن تستضيف مصر بطولة كأس العالم 2034 مع السعودية.
وتحديدًا طلب استضافة مجموعة من المجموعات.
pic.twitter.com/3bpLWtdWFc
طلب لا يليق بمكانة مصر وعلاقتها مع السعودية
الإعلامي المصري خيري رمضان كتب :"مافعله هانى أبوريدة بطلب ضم مصر إلى السعودية من انفانتينو لا يليق، ومسئ لمصر الكبيرة، فمصر لم تتقدم والسعودية الشقيقة بذلت من الجهد والمال ما رشحها لهذا الفوز الكبير الذى ندعمه ونتمنى لها التوفيق. اللياقة السياسية غابت عن ابو ريدة.الذى يجب ان يتفرغ لحل مشكلات الكرة المصرية الفضائحية".
آل الشيخ: استهتار و سذاجة نريد اعتذاراً
الكاتب السعودي عبد اللطيف آل الشيخ تفاعل مع طلب أبو ريده وقال :"هاني أبو ريدة، بدلاً أن يلتزم بأبسط قواعد الاحترام و البروتوكول العربي، يفضّل الانبطاح أمام الفيفا كأن السعودية مجرد ديكور في مسرح أحلامه العبثية! أليس من العار أن تُدار مثل هذه الملفات بمنطق "الوصاية" الفوقية، و كأن السعوديين أصحاب الملف لا يستحقون حتى إشعاراً بطلبٍ كان يجب أن يُوجه إليهم أولاً؟".
وتابع آل الشيخ :"أين الغيرة على "الأخوّة العربية" التي يتشدق بها البعض حينما يتعلق الأمر بتحقيق مكاسب شخصية أو استعراض نفوذ وهمي؟ تصرّفك—يا أبو ريدة—ليس مجرد خطأ بروتوكولي، بل هو إهانة صريحة للعقل الجمعي العربي، و تكريسٌ لصورة نمطية مزرية عن "العروبة" التي تختزل الآخرين في سذاجة تستحق الاستغلال. هل تعتقد أن التملق للفيفا سيجعل أفريقيا تنسى أنك تتجاهل الخليجيين و كأنهم "درجة ثانية" في المعادلة؟.
واختتم آل الشيخ :" الغريب أنك بدل أن تعتذر عن هذا التهور ما زلت تتصرف و كأن الموقف مجرد "سوء فهم"! لا، يا سيدي، الأمر واضح: إنها ( عقدة الخواجة ) ما زالت تسيطر على عقول من يعتقدون أن التوجه للغرب هو طريق النجاة، متناسين أن الكرامة تُكتسب باحترام الذات و الآخرين أولاً، الشارع المصري والسعودي ينتظران اعتذاراً علنياً و ليس "توضيحاً"!
ماذا حدث منذ بداية الأزمة؟
تسببت تصريحات لرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة، برغبة مصر في استضافة مجموعة في مونديال 2034 جدلا واسعا، لاسيما بين السعوديين المنظمين الرسميين للبطولة.
وجاء طلب أبو ريدة على اعتبار أن عام 2034 سيوافق مئوية مشاركة مصر في مونديال 1934، حيث كانت الدولة الوحيدة من خارج أوروبا والأمريكتين المشاركة في البطولة.
رد فعل رسمي من الشيخ سلمان
بدوره أكد رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الخميس، أن "استضافة السعودية لكافة مباريات كأس العالم 2034 حق أصيل يكفله حصول ملف المملكة على اعتماد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي التي تمتلك وحدها حق تسمية الدول المستضيفة لكأس العالم وفق النظام الأساسي للاتحاد".
وقال النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، في بيان، إن "احترام أنظمة ولوائح الاتحاد الدولي يعد أمرا واجبا على كافة الاتحادات القارية والوطنية المنضوية تحت مظلة الاتحاد، وهو الأمر الذي ينطبق على حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034 بقرار من الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، حيث لا مجال للعودة للوراء، خصوصا أن السعودية قدمت الملف الوحيد لاستضافة كأس العالم 2034، في ظل عدم تقدم أية دولة أخرى للدخول في سباق الترشح".
وجاء حديث الشيخ سلمان غداة طلب رئيس الاتحاد المصري للعبة هاني أبو ريدة في الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي (كاف) في القاهرة، عبّر من خلاله عن رغبة بلاده في استضافة إحدى مجموعات كأس العام 2034 من أجل إحياء مئوية أول مشاركة أفريقية في العرس العالمي.
وقال أبو ريدة: "إذا كانت مصر الدولة الـ14 المدعوة إلى النسخة الأولى عام 1930 وحالت الظروف دون مشاركتها، إلا أن مصر وأفريقيا كانتا حاضرتين في الدورة التالية إيطاليا 1934 كأول منتخب من خارج قارتي أوروبا وأميركا يشارك في الحدث العالمي".
وأضاف متوجها إلى رئيس فيفا جاني إنفانتينو الحاضر في القاعة "نطمح أن يمنحنا السيد إنفانتينو في مئويتنا عام 2034 كأفارقة ومصريين شرف استضافة وتنظيم إحدى مجموعات مونديال 2034"، في إشارة إلى منح فيفا أميركا الجنوبية استضافة ثلاث مباريات من نسخة 2030 التي يستضيفها المغرب وإسبانيا والبرتغال وذلك بمناسبة مئوية النسخة الأولى التي استضافتها الأوروغواي عام 1930.
السعودية وحدها تنظم المونديال
وكانت السعودية حصلت رسميا في 11 ديسمبر 2024 على شرف استضافة المونديال بمشاركة 48 منتخبا، بعد أن كانت المرشحة الوحيدة، وهي المنظم الوحيد للحدث، وستصبح السعودية ثالث بلد عربي يستضيف المونديال، بعد قطر عام 2022 والمغرب عام 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.
وتابع الشيخ سلمان: "فالواجب يحتم على الجميع الآن الالتفاف حول استضافة السعودية للحدث العالمي وعدم فتح المجال أمام أية محاولات لا تخدم الإجماع الدولي الكبير على دعم استضافة المملكة".
وأردف قائلا: "قدمت السعودية ملفا متكاملا حاز على أعلى درجة تقييم للملفات المقدمة لنهائيات كأس العالم، وقد راقب الجميع بكل إعجاب ما تضمنه الملف من محاور غنية تؤكد أن العالم سيكون على موعد مع بطولة تجلب الفخر لأبناء المملكة العربية السعودية ولأسرة كرة القدم الآسيوية بصورة عامة".
وشدد على وقوف أسرة الكرة الآسيوية إلى جانب السعودية لاستضافة كأس العالم للمرة الثالثة في القارة الآسيوية، مجددا ثقته التامة بقدرة المملكة "على تهيئة الظروف المثالية لتنظيم أول كأس عالم بمشاركة 48 منتخبا يقام في بلد واحد".