إيلاف من الرياض: أحد أحدث الأعمال السعودية التي تعرض على منصة نتفلكس مسلسل " بيت طاهر" الذي تدور أحداثه حول عائلة تجد نفسها على بُعد أسابيع قليلة من إفلاس محلّها المخصص لبيع السمك. ويسعى أبناء الأسرة بحثًا عن عمل تجاري ناجح في مدينة جدّة، لتبدأ رحلة مليئة بالأحداث الكوميدية والمغامرات الفوضوية المضحكة التي تحمل طابعًا سعوديًا بامتياز.
إيلاف التقت بصناع العمل وكان معهم هذا الحوار:
المخرج سلطان عبدالمحسن: محلية القصة أغرتني للعمل في هذا المسلسل
كيف استوحيت فكرة العمل.. خاصة وأنها والقصة وبيئة العمل بالإضافة إلى اختيارات الممثلين مختلفة عن السائد من الأعمال السعودية؟
عندما جاءت الفكرة كنا نرغب في تقديم عمل كوميدي، وفي نفس الوقت يكون إجتماعياً ويمس كل أفراد العائلة، ولا يكون مصنف كشباب أو كبار في السن، فكنا نستهدف كل الأجيال، لذلك بحثنا عن قصة تُناسب تلك التركيبة تكون حقيقية وشبيهة للمجتمع، ولا تتناول طبقة معينة فقط.
كنا نبحث عن عمل يُشبهنا كسعوديين ولا تشعر أنك تُشاهد شيئاً مختلفاً. وشعرنا أن القصص لم تُرى جيداً في السعودية، فالقصص الخاصة بنا لم تُعرض بشكل صحيح. فشعرنا أن القصة العائلية جيدة وممتعة، وستكون مناسبة لجميع أفراد العائلة، وتجمعهم على عمل ليس كوميديا 100% بقدر ما هو اجتماعي خفيف، يمنحك شعور جيد عند مشاهدته. وكنا نرغب في إظهاره بشكل سريع لا يحتوي على "مط".
بما أن العمل شارك به أكثر من مخرج، ألم تكن خائفا من تغير "رتم" العمل بسبب ذلك؟
أنا المخرج الرئيسي للمشروع، وكنت أريد أن أمنح فرصة للمخرجين الشباب الذين نشعر أن لديهم إضافات من الممكن أن يُظهروها في الحلقات التي ستكون من إخراجهم. لكن كان هناك إخراج رئيسي وهو إخراجي، والحلقات التي لم تكن من إخراجي كانت تحت إشرافي.
أحببت أن اكتشف مخرجين جدد سواء ياسر حماد أو وسلطان ربيع لأنهم المخرجين الرائعين الذين تعرفت عليهم من خلال مهرجان الأفلام السعودية .فمثلا سلطان قدم من قبل "بيضة تمردت" ومجموعة أخرى من الأفلام اللطيفة، وعندما شاهدته جذب انتباهي بأفكاره في أفلامه القصيرة، وياسر حماد أحد الكتاب، أحببت منحهم فرصة للإخراج، ونصبح جميعا كمخرجين نُكمل بعض، بالتأكيد سيكون لديهم لمسات وأفكار مختلفة.
والشيء الذي حافظ على "رتم" العمل ككل، هو وجود رؤية إخراجية للعمل كله، يتبعها كل المخرجين ويطيعون قدراتهم تحت تلك الرؤية. كذلك رغبنا في تقديم تجربة جديدة لم نعهد تقديمها في المملكة العربية السعودية والعالم العربي.
القصة جريئة كيف ممكن نقدم الجرأة من غير ابتذال، بالإضافة إلى أن المسلسل +15..ألم تشعر أن جرأة المسلسل قد تُنفر الجمهور من متابعته؟
لا أرى المسلسل بعيد عن الواقع والمجتمع، ولا أراه جريئاً كثيراً. أنا أرى أنه جريء في فكرته لكنه لا يخدش الحياء. فقد إنتبهنا جيداً للألفاظ والمصطلحات التي نستخدمها، رغم أن الموضوع به جرأة لكنه قريب من المجتمع. فمثلا موضوع "الحبسة" والعسل قريب مما نراه ونسمعه في المجالس والإعلانات دون أن يكون العمل مُصنفا لسن معين. استخدمنا اللغة وخصوصيتها كما في مجتمعنا وما نسمعه في المجالس والبيوت.
العمل شهد تواجد جيلين من الممثلين.. كيف تجمعهم وتتعامل مع ذلك الفرق كمخرج ويظهر بذلك التفاهم والكيمياء على الشاشة؟
يعود ذلك لكاستينج العمل، اختيار الممثلين لم يكن سهلا على الإطلاق، لأننا كنا نرغب في أشخاص يمتلكون مهارة التمثيل، وفي نفس الوقت لم يسبق لهم الظهور. وفرنا من خلال الكاستينج فرصة كبيرة للمواهب، وأشعر من تلك التجربة أن لدينا مواهب رائعة، قابلتهم في مهرجان الأفلام. وأحرص على مشاهدة أي أفلام حتى لو قصيرة في المهرجان، وأحب حضور كاستينج وأعمال كوميدية حتى أرى ممثلين من الوجوه الجديدة نستطيع استثمارها في أعمال جديدة.
رحلة البحث عن الممثلين لم تكن سهلة، وظللنا فترة طويلة في مرحلة الكاستينج، واخترنا أشخاص آخرين وشاركناهم مع نتفليكس حتى اخترنا التشكيلة النهائية للممثلين في العمل. والتعامل مع جيلين مختلفين صعب كثيرا، لأن الجيل الجديد مختلف. بالإضافة إلى أن الممثلين لم يقصروا في عملهم، وكانوا يتمتعون بصبر كبير، ويستفيدون من خبرات الممثلين الكبار ويجلسون معهم للأخذ بنصائحهم. كما أننا قمنا بتجارب طاولة كثيرا وتجارب للمشاهد قبل تصويرها، حتى تظهر بشكل حقيقي، واختيار الممثلين أنفسهم، كل ذلك ساعد في خروج العمل على الشاشة بشكل جيد.
وتشرفنا بوجود الفنان الكبير محمد بخش في العمل، وتشرفت بوجوده بشكل شخصي لأن أخرج عملا له، واكتشفت من خلال المسلسل شخصية ممثل كوميدي لم نره في المسلسلات ولم تُستخدم. فلذلك أنا سعيد بالتعاون معه. وكان متفهما للنجوم الشباب ويسمع منهم. والفنانة نعيمة أحمد من الممثلات الإذاعيات، كانت متفهمة ايضا للشباب، ونقلا خبراتهم للشباب المشاركين معهم بالعمل.
العمل منذ بدايته كفكرة وحتى انتهاء التصوير، كم استغرق من الوقت؟
بدأت مع المنتجين التنفيذيين منذ عام تقريبا قبل التصوير. وبدأنا تصوير العام الماضي في شهر ديسمبر، وقبل ذلك الموعد بعام بدأت فكرة المشروع، وقبل 8 أشهر تقريبا من التصوير بدأت التحضيرات وظهرت ملامح العمل تكتمل وتتبلور مرحلة الكتابة أكثر. وأعتقد أن ذلك أفاد التجربة كثيرا.
المسلسل تجربة جديدة في السوق السعودي، أن أعمل على مسلسل في مدة زمنية غير مضغوطة، والجميع كان يضع تركيزه كاملا في المشروع. أنا كنت متفرغا للعمل بشكل شخصي كمخرج وبروديوسر كشريك منتج، فكنت متفرغا للمسلسل وهذا الأمر يمنحك طاقة أكبر للتركيز والمحاولة.
ختاما لا أخفيك أنا سعيد بالتجربة سواء كانت إيجابية من ناحية استقبال الجمهور أم لا، سعيد لأننا حاولنا وقدمنا عملا يُشبهنا قد يعجب الجميع وقد لا يعجبهم، الإعجاب والنجاح بيد الله، فمن الممكن أن تقدم عملا جيدا جدا ولا ينجح لدى الناس أو العكس. الرضا الشخصي مهم، وجميعنا كنا راضين عن العمل، ونعيد المشاهد أكثر من مرة، ومكثنا في المونتاج مدة طويلة حتى يخرج العمل بشكل يُرضينا، ونتمنى أن ينال على إعجاب الناس، لأننا أصبحنا لا نعلم ما الذي سيعجب الجمهور، لذلك أوقفت تلك الحيرة بالرضا الشخصي، فإذا أعجبني العمل لا يهمني رأي الجمهور فيما بعد بقدر إحساسي بتقديم عمل راضي عنه.
الهاشمي الفيصل: لم أتوقع أن أقوم ببطولة عمل بهذه السرعة
المسلسل يعتبر تجربتك الأولى في الأعمال التلفزيونية.. كيف استعديت للدور؟
الفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى للمخرج سلطان العبد المحسن، والفنان الكبير محمد بخش، والجميع لأنهم كانوا عائلة حقيقية. كان الجميع يُقدم إليّ النصائح التي يمكن أن تُفيدني في العمل. "وعبد المحسن" تعب وجلس معيّ كثيرا من أجل العمل. وأوجه الشكر لبروديوسر العمل محمد عبد الصمد، ومدرب التمثيل رامي الجندي والذي استفدت منه كثيرا لأنني أُقدم أول أعمالي، فالحمد لله التجربة كانت ممتازة.
خلفيتك قادمة من "الستاند آب كوميدي" القائم على الإفيهات وسرعة البديهة، المسلسل كوميدي لكنه غير قائما على الإفيهات.. ألم تشعر أنه تحول كبير في شخصيتك أو الدور الذي تقدمه؟
القائمون على العمل لفتوا انتباهي إلى تلك النقطة، وأخبروني ألا أحاول إضحاك الجمهور، وأعتمد على كوميديا الموقف. وزميلي محمد الفرا أقدم مني في الكوميديا، وكان هناك بعض الإفيهات في العمل من كتابته.
الحمد لله على التوفيق، وفي النهاية أي عمل سينمائي أو تلفزيوني لا بد أن يكون به جزءا للدراما، فحاولنا التركيز على الدراما والمواقف التي تجذب المشاهد، والكوميديا تأتي في توقيتها.
عند إجراء الكاستينج للمسلسل، هل كنت تعلم أنك مُرشح لبطولة العمل أم كنت تُجري تجارب أداء فقط دون علم بماهية الدور؟
ذهبت فقط للقيام بتجارب أداء لإعلان قصير، ولم أتوقع أن الكاستينج من أجل بطولة مسلسل.
عندما انتهيت من تجارب الأداء أخبروني بأنهم سيردون عليّ بعد شهر من تلك التجربة. لكن عندما وصلت بيتي جاءني اتصال وأخبرني أنني معهم في العمل. وعندما سألت عن الدور أخبروني بأنها بطولة. فاندهشت لذلك ولم أكن أصدق في البداية. والحمد لله في النهاية، وشعرت بفرحة كبيرة لذلك.
من الأشياء التي جعلتني أشعر بالراحة دون مجاملة، وهو وجود اثنين من الممثلين الذين أعرفهم وهم محمد الفرا وخالد عبد الله، أعرفهم منذ فترة "الستاند آب كوميدي".
كان هناك ورشة عمل قبل بدء المسلسل بشهر، تعرفنا فيها على كل فريق العمل، والجميع كان متعاونا. وجهة الإنتاج نتفليكس والمخرج سلطان عبد المحسن لم يقصرا أبدا، فتلك العوامل يسرت كثيرا عليّ.
الجمهور السعودي لايرحم في تعامله مع الأعمال.. كيف توقعاتك لتعامل الجمهور مع المسلسل؟
تحدث معي المخرج سلطان عبد المحسن، حول ذلك الأمر وأخبرني أن الجمهور من الممكن أن يهاجمني وألا يحب العمل، فكن مستعدا لذلك.
نحن كممثلين كوميديا نرى رد فعل الجمهور على المسرح مباشرة، فأتمنى تلك الخبرة القليلة في المسرح تكون مهونة، لأن عدد من يشاهدونك على المسرح يكون قليلا مقارنة بالعرض على المنصة. لا زلنا لا ندري ما الذي سيحدث، لكننا سنكون مستعدين. وفي النهاية نحترم كل الآراء، وإذا تعرضت لهجوم فأخبرهم أن ذلك أول عمل ليّ. لكن العمل جميل وخفيف
محمد الفرا: كنت أرغب بالعمل مع سلطان عبدالمحسن
السنة بدأت بفيلم "الهامور" كنت بارزا ً فيه والآن تقدم "بيت طاهر" ؟
وافقت على العمل -بدون مجاملة- لوجود تلك الأسماء في فريق العمل، والمخرج سلطان عبد المحسن يمدحه الكثيرون فكنت أرغب في خوض تجربة العمل معه.
عندما قرأت العمل وجدت القصة تُشبهنا، فهي قصة بسيطة من بيت سعودي ولم تُذكر من قبل، فكانت قوة القصة في بساطتها كما يُقال. لذلك أحببت التواجد في المسلسل وأن أكون جزءا من التجربة. كما أن التجربة جديدة عليّ، والشخصية جديدة ولم أقدمها من قبل.
ما الصعوبات التي واجهتك في العمل؟
للأمانة لم يكن هناك صعوبات، فقبل بدء المسلسل بنحو شهرين أجرينا تجارب مع بعض، وعندما جاء وقت التصوير كنا نشعر بالسعادة والراحة، لأننا لا نشعر بضغط علينا، فنحن تدربنا على المشاهد ونحفظها، الفرق الوحيد هو وجود الكاميرات.
يمكن كان هناك بعض الصعوبات في الشخصية نفسها، لأنها لم تكن شخصية ذكية كثيرا وتحتاج منك كممثل النزول لذلك المستوى.
التعامل مع أكثر من مخرج للعمل، كان مرهقا بالنسبة لك ؟
المخرجين الثلاثة ياسر حماد وسلطان عبد المحسن وسلطان ربيع، كانوا رائعين. وكانوا يريدون أن يشعر الممثل بالراحة ويعطونه المساحة حتى يُخرج ما لديه. فكانوا يأخذون اللقطة أكثر من مرة، مرة كما يقول السيناريو وأخرى مثلما تريد أن تُقدمها كممثل. لم أشعر بضيق أبدا، وأرى أنها تجربة مختلفة وقليل وجودها بالسوق، فكانت تجربة جميلة جدا.