باريس: يستعد فريق ريد بول المشارك في بطولة العالم للفورمولا واحد لكشف النقاب عن سيارته الجديدة للعام 2022 الأربعاء، بعد أقل من شهرين على التتويج المثير للجدل لسائقه الهولندي ماكس فيرستابن بمواجهة بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس) الذي دحض الشائعات بشأن اعتزاله معلناً "أنا عائد".
ستكون الفرق تحت الأضواء هذا العام بسبب التعديلات التي طرأت على القوانين التقنية، اذ بحسب ما قاله مايك إليوت المدير التقني لفريق مرسيدس المهيمن على بطولة الصانعين منذ عام 2014، على صفحة موقع الفريق "ستبدو السيارات مختلفة جداً".
وفي وقت لن يكون ريد بول أوّل فريق يزيح الستار عن سيارته الجديدة، إلا انه سيكون أول من يضع الطراز الجديد آر بي18 بالتصرّف.
ساعة التجارب
كشف فريق هاس الذي أمضى العام الماضي في قاع الترتيب عن سيارته الجديدة الجمعة، ولكن على غرار ما اعتاد القيام به، لن يطلق العنان لمحرك سيارته إلاّ حين تدق ساعة التجارب التي تسبق انطلاقة العام الجديد والمزمع اقامتها على حلبة برشلونة الاسبانية من 23 حتى 25 الشهر الحالي.
وتعد حظيرة ريد بول، بعد فصل شتاء مجيد شهد فوز فيرستابن باللقب في اللفة الاخيرة من جائزة أبوظبي الكبرى، خاتمة سباقات العام الماضي، بأن يكون الحفل "لا مثيل له".
ووعد الفريق بـ "دفع الحدود من خلال عدم التقيّد بأطر الاحتفالات التقليدية لإطلاق السيارة"، وإظهار أن واقع ريد بول في طليعة مصطلحات وسائل التواصل الاجتماعي، سيسمح للجماهير "برعاية واستضافة" الحفل.
وكما جرت العادة، ستجذب ألوان السيارات والسائقين الانتباه، لا سيما عندما سيكون مرسيدس، الخاسر الاكبر العام الماضي، تحت المجهر مع حفل اطلاق طراز دبليو13 في 18 الحالي.
"لقد غبت. الآن عدت!"
وتتزامن هذه الاحداث، مع ما كشف عنه سائق "الأسهم الفضيّة" السبت حيث بدا كمن يجيب على أسئلة حول ما إذا كان سيعود للانتقام من فيرستابن، اذ نشر صورة له، بدا خلالها واقفاً على ما يشبه حافة غراند كانيون (الأخدود العظيم)، وارفقها بعبارة "لقد غبت. الآن عدت!".
غاب هاميلتون عن وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن حُرم بشكل مثير للجدل من تحقيق لقبه العالمي الثامن على حلبة مرسى ياس في كانون الأوّل/ديسمبر، ليعلق ابن الـ 37 عاماً المرتبط مع مرسيدس حتى عام 2023 للمرة الاولى منذ 56 يوماً.
وتأتي تغريدته على خلفية الشائعات التي رافقت خسارته للقب العام الماضي وعدم تمكنه من فك ارتباطه مع أسطورة الفئة الاولى الالماني ميكايل شوماخر، حيث تسابقت الألسن البغيضة على التأكيد أن هاميلتون سيغادر الحلبات.
إلاّ أن هاميلتون سيكون جاهزاً للموسم الجديد لاختبار قدراته مجدداً بمواجهة "ماد ماكس" بداية، وزميله الجديد الشاب مواطنه جورج راسل (23 عاماً) القادم من فريق وليامس للحلول بدلاً من الفنلندي فالتيري بوتاس الذي غادر للالتحاق بفريق ألفا رميو.
كما أثارت كسوة السيارة الجديدة الكثير من التكهنات بعد الأحاديث التي تداولت أن مرسيدس سيسقط الطلاء الأسود الذي يفضله هاميلتون تعبيراً عن ادانته للعنصرية، للعودة إلى لونه التاريخي وهو الفضيّ.
من ناحيته، سيكشف فريق فيراري الذي كافح مرة أخرى العام الماضي للبقاء قريباً من المنافسة ضمن اطار الاستعداد للعام الجديد، عن سيارته الجديدة أف1 75 في 17 الحالي.
وسيخطو ألفا روميو الذي يعتبر الفريق الرديف للحظيرة الإيطالية الخطوة ذاتها عندما يكشف الستار عن سيارته الجديدة سي42 في 27 الحالي، علماً ان التركيز سينصب على السائقين الجديدين حيث سيزامل بوتاس الذي احتل المركز الثالث في الترتيب النهائي، أوّل سائق صيني في تاريخ البطولة العالمية وهو غوانيو تشو.
"وحدة كبيرة"
ويبقى السؤال الابرز عند عشاق السرعة: كيف ستبدو عليه الامور مع انطلاق عجلة المنافسات في البحرين في 20 آذار/مارس المقبل، خصوصاً أن بعض التعديلات لن تكون مرئية للعيان.
شرح موقع أف1 المتخصص بعض القوانين الجديدة، مؤكداً أن "المحركات التوربينية الهجينة المتطورة" ستحتوي على قطع مشتركة أكثر بالإضافة إلى استخدام وقود حيوي بنسبة 10 في المئة "، متفاخرًا بأن السيارات باتت مجهزة بالفعل بـ "المحركات الأكثر كفاءة التي تم تصميمها على الإطلاق".
أما التغيير الأكثر بروزاً فيكمن من ناحية الاطارات العريضة حيث سيتم اعتماد اطارات بقياس 18 انشاً بدلاً من 13، في حين أن التغيير الأكثر شراسة سيكون في ميدان المعركة البيئية التي تعتمد على مكافحة انبعاثات الهواء الملوث.
باتت الفورمولا واحد ضحية نفسها باعتمادها بشكل كبير على التقنيات المتطورة حيث أدت التغييرات لتحسين الديناميكا الهوائية (الانسيابية) والقوة السفلية إلى زيادة الاضطراب الهوائي الذي يتسبب في فقدان السيارات القريبة من بعضها، السيطرة على المنعطفات وارتفاع درجة الحرارة.
أكد فريق ريد بول أن القوانين التقنية هذا العام هي اشبه بـ "إعادة ضبط" كاملة.
وشرح أحدهم على موقع الفريق "سيكون من الأسهل تفصيل أي أجزاء من القوانين الانسيابية التي لم تتبدل، لأنه لا يوجد أي منها".
وضمن السياق ذاته، وصف المسؤولون عن الفورمولا واحد التغييرات بأنها "فلسفة ديناميكية هوائية جديدة تهدف إلى مساعدة السيارات على تتبع بعضها البعض بشكل أقرب بكثير عبر المنعطفات من دون فقدان القوة السفلية الضاغطة".
وتابعوا "سيكون من الصعب التنبؤ بكل تفاصيل السباق وأكثر إثارة، وسيكون السائقون قادرين على التسابق مع بعضهم البعض بقوة أكبر من أي وقت مضى".