ليمبي (الكاميرون) : أطاح المنتخب التونسي بنظيره النيجيري حامل اللقب ثلاث مرات بهدف دون رد سجله مهاجمه يوسف المساكني ليبلغ الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم الأحد على ملعب "أومنيسبورت" في مدينة غاروا الكاميرونية، ليلحق ببوركينا فاسو التي أقصت الغابون 7-6 بركلات الترجيح.
واستطاع منتخب "نسور قرطاج" مخالفة التوقعات، وكذلك تخطي الصعوبات والغيابات الكثيرة الناتجة عن إصابات عدد كبير من لاعبيه والمدرب بفيروس كورونا.
وقاد المنتخب التونسي المدرب المساعد جلال القادري بسبب غياب المدير الفني منذر الكبيّر بسبب إصابته بكوفيد، شأنه شأن كوكبة من اللاعبين المؤثرين ولا سيما الظهير علي معلول وغيلان الشعلالي ويوهان توزغار ومحمد علي بن رمضان.
وأسكت الكبيّر منتقديه الكثر بهذا التأهل المهم على حساب أحد المنتخبات المرشحة للقب، وضرب موعداً مع بوركينا فاسو الفائزة على الغابون 7 6 بركلات الترجيح، السبت المقبل على ملعب غاروا أيضاً.
وهذا الفوز الأول لتونس على نيجيريا في البطولة القارية في سادس مباراة بينهما، مقابل ثلاثة انتصارات وتعادلين للاخير، علماً أنها أزاحتها من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح عام 2004 في طريقها الى اللقب الوحيد (الفوز بركلات الترجيح يعتبر تعادلًا).
وكانت تونس التي خرجت من نصف نهائي النسخة الاخيرة، تأهلت الى الادوار الإقصائية كأحد أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، لتقابل نيجيريا التي تصدرت مجموعتها الرابعة أمام مصر بالعلامة الكاملة مع ثلاثة انتصارات من ثلاث مباريات.
وقال المساكني بعد الفوز إن اللاعبين كان هدفهم إفراح الشعب التونسي، وأضاف "الفريق قدم كل ما لديه ونأمل ان نواصل الى النهاية"، متابعاً "لم نشكك في قدراتنا ولا في اللاعبين ولا المدرب على الرغم من كل الصعوبات واسم الخصم (نيجيريا) لم نبخل بأي نقطة عرق وسنتابع على هذا النسق ضد بوركينا فاسو".
وقبل اللقاء، استعاد المدرب التونسي الثلاثي وهبي الخزري وعصام الجبالي وديلان برون بعد تعافيهم من كوفيد 19، إلا أن القادري أبقاهم احتياطيين واعتمد على الحارس البشير بن سعيد مع تكثيف الوجود الدفاعي بوجود منتصر الطالبي وبلال العيفة وفي الوسط عيسى العيدوني وإلياس السخيري وأنيس بن سليمان، وفي الناحية الهجومية القائد يوسف المساكني وسيف الدين الجزيري.
في المقابل كان المنتخب النيجيري، حامل اللقب أعوام 1980 و1994 و2013، مكتمل النصاب، وقاده مهاجم ليستر سيتي الانكليزي كيليتشي إيهياناتشو الى جانب لاعب نانت الفرنسي سيمون موسيس ومهاجم فياريال الاسباني سامويل تشوكويزي ورأس حربة أونيون برلين الالمانيتايو أوينيي.
وضغط المنتخب النيجيري الذي خرج من دور الاربعة عام 2019 ضد الجزائر حاملة اللقب التي ودعت من دور المجموعات هذا العام، بقوة مع انطلاق المباراة، وسدد لاعب وسط ليستر سيتي ويلفريد نديدي كرة مقصية مرت بجوار المرمى (2).
في المقابل ارتد التونسيون للدفاع واللعب بطريقة متوازنة، إلى المباغتة بالمرتدات السريعة حيث سدد منتصر الطالبي كرة بالعرض أبعدها تروست ايكونغ عن خط المرمى (10)، ورد موسيس بتسديدة في الشباك الجانبية لمرمى بن سعيد (12).
وضيق التونسيون المساحات أمام "النسور الممتازة"، وفرضوا إيقاع لعبهم الذي جعل السيطرة النيجيرية سلبية لتستمر النتيجة سلبية الى نهاية الشوط الأول.
وضرب "نسور قرطاج" بقوة مطلع الثاني، إذ افتتح المخضرم المساكني لاعب العربي القطري التسجيل من تسديدة زاحفة بعيدة خدعت الحارس النيجيري مادوكا أوكويي (47). وهذا الهدف السابع للمساكني في البطولة القارية في سابع مشاركة منذ العام 2010 في أنغولا.
وتخلى النيجيريون عن حذرهم وضربوا طوقاً حول المنطقة التونسية، وتحمل الدفاع التونسي عبئا كبيراً للإبقاء على تقدمه. وأجرى المدرب أغوستين ايغوافين تبديلاً هجومياً فأخرج إيهياناتشو وأوينيي وأشرك بدلاً منهما مهاجم ايفرتون الانكليزي ألكس أيوبي ولاعب سبارتا براغ التشيكي بيتر أولايينكا.
واستمرت مشاركة أيوبي لدقائق قليلة فقط إذ نال بطاقة حمراء مباشرة بسبب تدخله العنيف على المساكني، وذلك بعد مراجعة الحكم السنغالي ماغيت نداي لتقنية حكم الفيديو المساعد "في ايه آر" (65).
وأنقذ الحارس بن سعيد تسديدة قوية أطلقها سيمون موسيس (67)، وكاد نعيم السليتي ان يضاعف تقدم "التوانسة" إلا أن الحارس النيجيري أبعد تسديدته بإنجاز الى ركنية (75).
وسنحت أمام موسيس فرصة مؤاتية للتعادل من ركلة حرة مباشرة إلا أن تسديدته علت العارضة (83). وسدد نديدي كرة قوية زاحفة جاورت القائم الايمن للمرمى التونسي (88). وجاءت الفرصة الأخطر للبديل أومار صديق إلا أن تسديدته لم تصل الى شباك بن سعيد (90+2).
الغابون تتحسر على غياب نجومها
وكان منتحب بوركينا فاسو أول المنتخبات المتأهلة الى الدور ربع النهائي، بفوزه بركلات الترجيح 7 6 على الغابون إثر انتهاء الوقتين الاصلي والإضافي بالتعادل 1 1 على ملعب ليمبي.
وهذه المرة الرابعة التي يصل منتخب "الخيول" الى الدور ربع النهائي بعد 1998 (المركز الرابع) و2013 (الوصيف) و2017 (الثالث)، فيما فشل منتخب "الفهود" في تكرار أفضل إنجاز له في البطولة القارية عندما بلغ ربع النهائي عامي 1996 و2012.
وكان المنتخب الغابوني قد عانى من غيابات مؤثرة ولا سيما لقائده بيار إيميريك أوباميانغ مهاجم أرسنال الانكليزي ولاعب وسط نيس الفرنسي ماريو ليمينا اللذين لم يلعبا أي مباراة في البطولة، بسبب مشاكل صحية في القلب بسبب مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا.
ويدين منتخب البوركينابي بتأهله الى نجمه برتران تراوري، لاعب أستون فيلا الانكليزي، وحارس شارلروا البلجكي هيرفيه كوفي الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين.
وتحسر الفرنسي باتريس نوفو مدرب الغابون بعد الإقصاء على غياب لاعبيه "إذا حرمتم من لاعبَين دوليين ذات مستوى رفيع، أحدهما هداف كبير في ألمانيا، انكلترا وفرنسا، فأنتم حتمًا تخسرون الكثير".
وتابع "كان وضعًا معقدًا للغاية. كان عليمها البقاء في غرفهما بسبب التهاب في القلب، ولكنهما عادا الى نادييهما وباتت الامور جيدة... ماذا تريدون مني أن أقول؟ لقد حاولنا تعويض خسارتهما لكن لا يمكنكم استبدال لاعبين من الطراز الدولي بهذا الشكل".
ولاحت أبرز الفرص عندما احتسب الحكم المغربي رضوان جيد ركلة جزاء اثر خطأ من سيدني أوبيسا على تراوري الذي انبرى بنفسه للركلة وسددها فوق المرمى (17). وعوض تراوري بعد عشر دقائق عندما تلقى تمريرة أمامية من زميله إيسوفو دايو اليه وسدد لاعب أستون فيلا كرة بعيدة في الشباك المشرعة اثر الخروج الخاطئ للحارس جان نويل أمونوم (27).
وسجل بوبيندزا هدفا للغابون إلا أن الحكم المغربي ألغاه بعد العودة الى تقنية حكم الفيديو المساعد "في أيه آر" بداعي التسلل (44).
ومنيت الغابون بنكسة اثر طرد أوبيسا لنيله الإنذار الثاني، ليتابعوا المباراة بعشرة لاعبين (67).