رغم مرور 20 عاماً على إقامة نهائي كأس العالم 1998، والذي جمع بين منتخبي فرنسا و البرازيل، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف قضية المهاجم البرازيلي رونالدو لويس نازاريو دي ليما الشهير بـ"رونالدو"، والذي أثار حضوره من غيابه في المباراة النهائية جدلاً متواصلاً حتى الآن.
وقامت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية بإعادة الرواية المثيرة للجدل في محاولة منها للوصول إلى الحقيقة عبر إزالة اللبس عن بعض الأسرار التي شهدتها الساعات الأخيرة التي سبقت انطلاقة المباراة النهائية، والتي انتهت بفوز كاسح لـ"الديوك" على حساب "السيليساو" بثلاثة أهداف نظيفة وسط حيرة عشاق الكرة البرازيلية.
واعتمدت الصحيفة في استعراضها لقضية رونالدو على التحقيقات التي أجرتها شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن هذه المسألة الغامضة.
وبحسب تفاصيل تلك الواقعة، فإن أطرافاً عديدة تداخلت بشكل مباشر أو غير مباشر في قضية اللاعب، بداية برونالدو نفسه، مروراً بمدرب المنتخب البرازيلي ماريو زاغالو وطبيب المنتخب ليديو توليدو، واللاعب ادموندو الذي كان سيحل محل رونالدو في تشكيلة منتخب بلاده، ونهاية بشركة "نايكي" الأميركية الراعي الرسمي للمنتخب البرازيلي وللاعب أيضاً.
ونشرت الصحيفة ما يؤكد بان اسم رونالدو لم يكن مدرجاً ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب البرازيلي من قبل المدرب زاغالو بناء على تقرير طبي يؤكد بأنه غير جاهز تماماً للنهائي، بسبب معاناته من إصابة خفيفة وآلام في المعدة، حيث تم استبعاده عن التشكيلة الأساسية تفادياً لتفاقم إصابته، مع إدراج اسم زميله إدموندو قبل 24 ساعة عن إقامة المباراة النهائية .
وقبل إنطلاق المباراة تفاجأ الجميع بمشاركة رونالدو في التشكيلة الأساسية وخوضه كافة مجريات اللقاء، وهو ما تم اعتباره أمراً غير عادي في ذلك الوقت ، لأن المدرب لن يقرر استبعاد أي لاعب أساسي ثم يقوم بإعادته فجأة، خاصة ان "الظاهرة" كان نجماً لمنتخب بلاده وفي أوج عطائه وشارك في كافة مباريات البطولة، وهو ما جعل الخبراء والمراقبين يستبعدون ان يكون هذا التصرف بمثابة الخدعة من قبل زاغالو تجاه نظيره الفرنسي إيمي جاكي لخلط أوراقه التكتيكية.
وتضاربت الآراء حول عودة المدرب زاغالو في قراره و إعادة رونالدو للتشكيلة الأساسية وإبعاد إدموندو.
فالرأي الرسمي الذي مثلته تصريحات البعثة الرسمية سواء اللاعب نفسه أو مدربه وطبيبه، فإنها تشير الى ان رونالدو وخلال صبيحة المباراة قد أبلغ طبيب المنتخب بأنه لا يشعر بأي آلام، و أنه بات جاهزاً لخوض النهائي، فما كان على المدرب إلا الاستجابة لرغبة اللاعب وإشراكه منذ البداية ، على ان يتم استبداله أثناء مجريات اللقاء في حال لم يقدم اللاعب المردود المطلوب منه.
أما الرواية غير الرسمية فقد رواها اللاعب إدموندو الذي يعتبر الخاسر الأكبر من هذه القضية، حيث أكد صحة استبعاد رونالدو عن التشكيلة الأساسية لعدم جاهزيته بناء على تقرير طبي، غير أن الضغوط الشديدة التي مارستها شركة "نايكي" على الإتحاد البرازيلي والجهاز الفني للمنتخب الوطني، قد أجبرت المدرب على الرضوخ بإشراك رونالدو أساسياً في النهائي، بهدف الأغراض الإعلانية والتجارية للشركة التي كانت ترعى المنتخب واللاعب في تلك البطولة.