لا يكل ولا يمل أتباع إيران في الوطن العربي من ملاحقة وقتل وتشويه صورة كل من ينادي بالنهوض بوطنه وتخليصه من الميليشيات والطائفية ليستطيعوا العيش بأمن وسلام ورفاهية وتزدهر أوطانهم وتواكب العالم.
صفاء السراي شاب كأي شاب عراقي آخر انتفض وثار لأن حريته وكرامته وحقوقه سُلِبت من أتباع إيران الذين يريدون أن يبقى العراق على حاله، ولم يكتفوا بذلك؛ بل أصبحوا ينشرون بعضاً من صوره وبيده أحد المشروبات الروحية(ولا أعلم أين العيب هنا؟!) وكذلك بعض عباراته التي تتعلق بنظرته للدين والإيمان، وكأنهم يريدون القول أنه يستحق الموت لأنه غير متدين على طريقتهم، طريقة تدينهم التي من أهم أركانها التبعية لإيران والتسبيح بحمدها، ولاحظ هنا أن حُرمة الموت لم تمنعهم من السقوط الأخلاقي والإساءة لإنسان رحل عن عالمنا وقُتِل لمجرد أنه يريد أن يرى وطنه كأي وطن آخر يليق بالإنسان وكرامته.
الواقع أن من يستحق الموت ليس صفاء، من يستحق الموت هم من سلب ثروة العراق ونهب مقدرات الدولة وأفسد في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها وأشعل فتيل الطائفية، وفوق ذلك تجدهم يبذلون الأموال في بناء أو توسعة أو ترميم الأماكن والمزارات الدينية، أو زيارة ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا يعلم هؤلاء أن عليِّاً لو قُدِّر له أن يعود للحياة فإنه سيحتضن صفاء وسيتبرأ من عمائمهم!
صفاء أقرب الناس إلى علي رضي الله عنه منكم أيها المجرمون، صفاء وإن افترضنا أنه كان ملحداً، فإنه لم يظلم أو يقتل إنساناً كما فعلتم أنتم، وبكل فجور تعتبرون ذلك من الدين وشريعة الله! إن ألحد صفاء أو ألحد أي شاب عراقي أو عربي رأى ويرى ما تقومون به ويعيش تحت سيطرتكم فإنه لا يُلام على الأقل من الناحية النفسية(فعل ورد فعل)، ورحمة الله الواسعة حتماً ستدركه وتناله وتحيط به، بل إن صفاء أقرب إلى رحمة الله مِمَّن يرتدي العمامة والزي الديني وهو يسرق ويظلم ويقتل باسم الدين والمذهب!
إلا أن ما يبعث على الأمل هو ارتفاع الوعي لدى معظم شباب العراق الذين باتوا يريدون وبكل قوة دولة عراقية وطنية مستقلة تماماً، دولة يحكمها عراقيون حقاً وروحهم عراقية فحسب، دولة لا مكان فيها للطائفية ولا التبعية لولاية الفقيه ولا حتى التبعية لأي أفكار وأيديولوجيات عابرة للحدود وتسعى للتوسع وفرض معتقداتها على دول وشعوب أخرى، الشعب العراقي لا يريد سوى قيادة عراقية يحظى من خلالها على حقوقه وحريته وكرامته، حينها سيعود العراق كما كان منبراً ومهداً أصيلاً للحضارة والتقدم.
رحمك الله يا صفاء، وجدتَ أن الأرض لم تَعُد صالحة للعيش، فاخترت أن ترحل للسماء شامخاً بعزة وكرامة، رحمك الله على أي مُعتقد كنت، مسلم سني شيعي مسيحي أو يهودي لاديني أو ملحد، كل هذا لا يهم؛ المهم أنك كنتَ إنساناً صالحاً تريد الخير لبلدك وللشعب العراقي، وهذا يكفي لنترحَّم عليك ولتبقى ذكراك خالدة عند جميع الأحرار في الوطن العربي والعالم بأسره، اللهم اغفر لعبدك صفاء السراي وتجاوز عنه واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه فسيح جناتك برحمتك يا أرحم الراحمين.

