: آخر تحديث

تربة الأفكار و الحصاد المر

62
59
60
مواضيع ذات صلة

الأفكار مثل النباتات كائنات حية لا تنبت في الفراغ  بل في بيئة  مناسبة لنوع النبات  فالورود لها تربتها و النباتات الخشنة مثل الصبار لها بيئتها  فالفكرة تقود إلى العمل و هي الأساس النظري له. 

كما أن الشعوب بعضها يهتم بالأفكار و يعتني بها و البعض يهملها و لا يعيرها اهتماما. 

فالعناية بالنباتات ثقافة متجدرة في شعوب دون اخري.  نقل الفكرة خارج بيئتها  أشبه بنقل النبتة خارج تربتها لا تنمو و لا تكبر بل تذبل و اخيرا تنتهي و تموت.  

ذلك تماما ما حدث لنقل أفكار مثل الديمقراطية التي نشأت في تربة العصر الصناعي  لم يجد نقلها للعصر الرعوي رغم اكتشاف النفط الذي أسس لاقتصاد ريعي و ليس اقتصاد معرفة. فاقتصاد المعرفة يقوم على R& D و على سوق يحول الفكرة الي منتج يباع في الأسواق و ليس  نظرية يحفظها الطالب تم ينساها بمجرد حصوله على الشهادة العلمية التي تحولت إلى مستوي اجتماعي.

 اكثر منها  شهادة بقدرة الطالب على البحث و التطوير و حل مشاكل البيئة  حوله التي من أجلها تأسست المدارس و الجامعات. بدلا من إنتاج قوالب متشابه من خريجي المدارس و الجامعات التي تصرف عليهم المليارات لتعليمهم و مليارات لإيجاد عمل لهم  بدلا من يصنعوا هم الثروة و يؤسسوا القيمة المضافة و ثراكم الثروة  . و إدارة موارد البلد إدارة جيدة. 
لقد   عاش العرب تاريخيا في بيئة مختلفة تمام. 

تربة يعيش و يترعع فيها الكلام و اللغة و البلاغة و الشعر. فقد كان سوق العرب الكلام و الشعر مثل سوق عكاظ. 

و رغم أن القرآن خاطب العرب بلغتهم و بدلا من فهم القران و احتواء الإسلام لهم الذي ربط العبادة بالإيمان و العمل الصالح في مواضع عدة من القرآن الكريم الا انه ظهر لنا قوم هم من احتوا القرآن و أصبحوا يبيعون الكلم بثمن قليل و تشكل الخطاب الديني الذي ابتعد عن الدين القويم و آيات الله المحكمات الا من رحم  ربي.

قل تعالى (افلا تتفكرون) الأفكار  موجودة ولكن تحتاج لتربة و بيئة لها و مناخ تعيش فيه و هو مناخ الحرية  حتى يستفيد منه من يعمل عقله تفكيرا ليقتنص هذه الافكار التي تسبح في هذا الكون. 

فالفكرة تبدأ بالادراك و الحاجة للتفكير  الصحيح في البيئة  الصحيحة. بدلا من نقل أفكار من بيئة اخري لا تتناسب مع الفكرة  فلا يمكن أن تنموا الفكرة و تعيش فيها. 
 و بسبب لكل  ذلك نجني اليوم الحصاد المر من غياب تربة العلم و الفهم الخاطيء للمفاهيم  من  الدين و العلم  إلى الديمقراطية و الحداثة و الدولة المدنية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.