: آخر تحديث

الإعلام مصباح يضيء على القضايا الإنسانية

69
81
68
مواضيع ذات صلة

يعتبر شهر رمضان المبارك، شهرا فضيلا يتنافس فيه المسلمون على أوجه البر ويقدمون المساعدات الاجتماعية المختلفة والأعمال الخيرية، باعتبار أنه شهر يدعو إلى الفضائل وتهذيب النفس والإيثار من خلال تقديم الصدقات للمحتاجين، ولاشك أن تغطية هذه القضايا الإنسانية تعد من اهتمامات وسائل الإعلام المختلفة، لتحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية والإنسانية؛ وذلك تشجيعا على أعمال الخير، فلو بقيت الصدقات مخفية، لما أقبل الناس على أعمال البر ومساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين، فتوثيق هذه المساعدات هو من باب إعلان أعمال الخير لطمأنة أصحابها، وهذا أمر مهم للغاية، فمن حق أصحاب الخير والصدقات معرفة أين تذهب صدقاتهم، فذلك لاشك يزرع اليقين والثقة في قلوب الجميع سواء لدى مستحقيها ومقدميها.

لكن في المقابل لابد على الجهات الإعلامية مراعاة خصوصية ظهور العوائل المستفيدة من المساعدات، باسئذانهم اذا ما كانوا يرغبون بالظهور، حتى لا يكون هناك إحراج لهم.

*دور الإعلام في التعريف بالقضايا الإنسانية*

إن الإعلام الرسالي يتصدى بمهنية كبيرة للمواضيع الإنسانية التي لابد أن تكون من صلب اهتماماته لما لها من علاقة وثيقة بالإنسان وحاجته لها، فالإعلام هو بمثابة المصباح الذي يضوي على مجموعة القضايا الإنسانية في مختلف الظروف التي يواجهها الإنسان، وليس عصا سحرية يمتلك الحلول، على سبيل المثال ما يحدث حاليا بسبب كورونا والوضع الإنساني الدقيق، نجد أن وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما في الجانب التحسيسي والدعوة لتقديم المساعدات المختلفة لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية التي تسببت في موت الآلاف، لذلك ينبغي أن يكون الإعلام في خدمة القضايا الإنسانية، مهما كانت خطورتها، فالتضحية عنوان مرتبط بمهنة المتاعب.

*أهمية وجود مدونة ملزمة تضبط سلوك الإعلام*

لاشك أن الإعلام لابد أن يخضع لمجموعة من المبادئ التي تضبط سلوكه اتجاه مختلف القضايا، خاصة في ظل حرية الصحافة التي قد تتجه نحو منحى يمس بكرامة الإنسان وخصوصيته، ما قد يتسبب في زعزعة استقرار المجتمعات، لذلك هناك جدل كبير حول هذا الموضوع.

إن أهمية وجود مدونة سلوكية تضع المعايير التي يجب احترامها والخطوط الحمراء التي يمنع تجاوزها، لن يكون سببا في الحد من حرية الصحافة، بل سيضع لها ضوابط تتحكم في الانحرافات والتجاوزات التي قد تحصل في هذا المجال، وعليه لابد على الكفاءات الصحافية والنقابات أن تتحرك لوضع مدونة سلوك إعلامية تضع قوانين صارمة ملزمة يتعرض مخالفيها إلى المسؤولية والجزاء حفاظا على القيم الأخلاقية والاجتماعية، وهذه المدونة لاشك تحتاج إلى مساع حثيثة وإرادة صلبة لترى النور، خاصة في ظل اختلاف وجهات النظر حول سقف معالجة القضايا المختلف. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في