هناك عدة أسباب في أن تصبح ممثل في الدراما السعودية منها موهبتك أو بسبب علاقاتك والدعم الذي تتلقاه من منتج أو صاحب قناة، أن تثبت نفسك كممثل في المسلسلات الخليجية ربما يكون بسبب ضرورة التواجد السعودي في المسلسل، لكن أن تتجاوز ذلك وتثبت تواجدك في مسلسلات عربية وبدور رئيسي لأهم المخرجين العرب كالراحل شوقي الماجري وحاتم علي والليث حجو فنحن هنا أمام تجربة حقيقية وثرية لفنان سعودي موهوب استطاع أن يحفر اسمه في الصخر هو عبدالمحسن النمر.
ابن مدينة الأحساء والذي دخل الفن بداية بسبب حضوره لعرض مسرحي مع أخيه ، ولكنها الصدفة وما أجملها من صدفة التي حولته لهذه المهنة فكأنت أولى نجاحاته وانتشار اسمه مسلسل الشاطر حسن في بداية الثمانينيات الميلادية. مر عبدالمحسن النمر بنقاط تحول وبعلامات درامية مهمة ساهمت بانتشاره بشكل موزون وبسمعة مميزة.
مسلسل (خزنة ) 1989كان جواز مرور اسمه للسعوديين المسلسل الذي حقق نجاحا كبيرا ذلك الوقت في عالم الدراما السعودية، بعد ذلك بسنوات قدم عبدالمحسن النمر المسلسل الخليجي آخر العنقود 1993 وهو المسلسل الذي كان بإنتاج خليجي وجمع العديد من الممثلين الخليجيين لكن من الفت الأنظار ومن استمر بتميزه منذ ذلك الوقت هو عبدالمحسن حيث قدم دور المدمن في ذلك المسلسل بشكل مميز حتى أنه يقول أن هذا الدور سبب له حرجا شديدا ً مع بعض الأقرباء بسبب اتقانه للدور.
النمر يرى أن مشاركته في مسلسل شقة الحرية 1996 خطوة مهمة جدا له على الصعيد العربي، شقة الحرية والتي كانت رواية للأديب الراحل غازي القصيبي، للأسف تجربة لم تحقق أي نجاح، لكن يراها عبدالمحسن أنها كانت فرصة مميزة جدا كون المسلسل انتشر بسبب الزخم الإعلامي وقتها إضافة إلى العمل مع أهم صناع دراما في مصر ذلك الوقت سواء مع المخرج المصري ـ الخبير عالم الدراما ـ مجدي أبوعميرة أو مع السيناريست ممدوح الليثي.
عانى عبدالمحسن النمر بعد ذلك من التضارب والتضاد مابين وظيفته وهوايته. كانت هذه المعاناة منذ البداية لكن مع توالي الأعمال وكثرة الأدوار لكن لابد من اختيار الطريق وقد كان.. مهمة صعبة لاشك أن تتخلى عن دخل ثابت مقابل دخل متقطع خصوصا، وأن المجتمع ـ ذلك الوقت طارد للفن ـ لكن عبدالمحسن غامر وحدد هدفه فقط الفن والتمثيل ولا غير.
تفرغ النمر بشكل كامل للتمثيل ومع ذلك لم يهتم أبدا ً لأدوار البطولة أو حجم دوره حيث يردد دائما أن الفن هواية وأحب تمثيل الأدوار التي تعجبني حتى لو لم تكن بطولة ، وشاهدنا ذلك في مسلسل عرس الدم 2004 رغم مشاهده القليلة لكنه هو الأبرز في ذلك المسلسل.
تجاربه العربية تنوعت مابين فنجان الدم وتوق وأبواب الغيم، وهي كانت مع أهم مخرجين دراما عرب ( الليث حجو - شوقي الماجري – حاتم علي ) وكان له علاقة خاصة بالراحل التونسي الراحل شوقي الماجري فو كما يراها هي أهم تجربة شخصيه له في حياته سواء من الناحية العملية أو الناحية الإنسانية.
أهم ميزات عبدالمحسن النمر هي جرأته وعدم خوفه من قبول أي دور وفي آخر أعماله أم هارون شاهدناه يقبل بدور حاخام يهودي وحتى الآن رغم الملاحظات والأحاديث حول جودة العمل إلا أن الجميع يتفق على تميز عبدالمحسن النمر، عبدالمحسن في هذا العمل يقدم أداء استثنائي دون تكلف ودون استعراض، مشيته طريقة كلامه تعامله مع أبناءه مع جيران. نحن أمام ممثل يدرس الشخصية من جميع النواحي.
أذكر كان لي حديث سابق مع أحد المخرجين الشباب ممن عمل مع عبدالمحسن النمر كان يقول رغم أن العمل كان محدود الإمكانيات الإنتاجية إلا أن اهتمامه بكل تفاصيل المشهد وحفظه للدور إضافة لتوجيهه لمن معه بالمشهد بعلم المخرج كل ذلك دلالة واضحة على احترامه لنفسه واحترامه للعاملين معه، لم يستسهل ولم يعمل فقط لتأدية الواجب وأجمل مافي عبدالمحسن على الرغم من مرور هذه السنوات الكثير وعلى الرغم من أهمية اسمه عربيا وخليجيا إلا أن ذلك زاده احترافية وزاده جدا واجتهادا لما يقوم به ويهوى عمله جعلته برأيي أهم ممثل سعودي قدم دون دعم من كاتب أو فزعة من منتج.

