خالد بن حمد المالك
لا شيء يجزع منه الإنسان ويتحاشاه، ويخاف منه، ويتمنى لو طالت به الحياة، وعمّر في هذا الكون كما هو الخوف من الموت.
* *
هي أقدار، هناك من يعمِّر، ومن يموت طفلاً، ومن يأتيه الأجل في ريعان الشباب، وكلها بأمر الله، ومشيئته، التي نرضى بها، ونتقبلها على ما فيها من أسى وحزن.
* *
أمس فقدتْ المملكة أحد أبنائها البررة، ممن خدموا وطنهم ومواطنيهم، بأفضل ما تكون الخدمة، وبأحسن ما يكون الإخلاص، موظِّفاً كفاءته وخبرته وتعليمه لصالح وطنه الغالي.
* *
مات الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية السابق، دون سابق مرض، فكانت المفاجأة التي تأثر بها كل من عرف الراحل الكبير، أو كان قريباً منه، فكيف بأسرته ومحبيه وزملائه وأصدقائه.
* *
وبموته، يغيب عنا من كان مكانه في القلب، بتواضعه وسماحته وحبه للخير، وتفانيه في مساعدة المواطنين من خلال موقعه الوظيفي، ومسؤولياته فيه، بل وحتى بعد أن أنهى مهمته، وودع أهالي المنطقة الشرقية.
* *
نحن جميعاً أمام صدمة المفاجآت في موت أحد الرجال الأكفاء، والرموز الوطنية التي ظلت لعقود من الزمن ملء السمع والبصر بإنجازاتها وأعمالها وتفانيها.
* *
إن موت سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لا يمكن أن يمر دون استحضار محاسنه أو أن تغيب مع غيابه تلك الأعمال الخالدة التي كان وراء تحقيقها، وبينها جامعة الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية، وغيرها كثير.
* *
كما أن الوفاء يقتضي مني ومن غيري أن نتحدث عن مآثره، ونسجلها، ونكتب عنها، ونقول فيها وفيه ما يستحق، وهذا أقل ما يجب أن نتذكره ونشكره، وإن قصَّرنا في حياته، فلا ينبغي أن يستمر التقصير بعد وفاته.
* *
إن وقع وفاته في النفوس سيكون مجلجلاً، فلا أحد كان يتوقَّع موته، وهو من كان محافظاً على صحته، حريصاً على تجنبها ما يعرِّضه لاعتلالها، لكنها إرادة الله، ولا راد لمشيئته، فاللَّهم أكرمه داراً خيراً من داره، واجمعه بوالديه في جنات النعيم، وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واللَّهم ألهم إخوانه وأبناءه وبناته وأحفاده وأسرة آل سعود الصبر والسلوان.