جميلة هي المبادرات التي تستشعر احتياجات المجتمع وتتلمس مطالب مختلف القطاعات فيه ولا تفرق بين أحد، بل تسعى دائماً للخروج بأفكار إبداعية ذات أبعاد جديدة خارجة عن المألوف لأننا نحن في الإمارات تعودنا على هذا النهج، الذي نسعى عبره نحو مشاريع وأفكار طموحة نسبق بها غيرنا ونقدمها كقالب جديد يتكرر لاحقاً في مجتمعات أخرى.
ونحن نعيش اليوم فترة «حظر العمل وقت الظهيرة» التي تبدأ في 15 يونيو الجاري وتستمر حتى 15 سبتمبر المقبل. تبرز الكثير من الإشكاليات التي تحتاج إلى معالجات سريعة ومنها وضع عمال التوصيل خلال هذا الوقت، وكيف تنبهت الجهة المختصة لذلك وصنعت مبادرة رائعة يحتاجها هذا القطاع، حيث أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين، بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة، عن توفير 6000 موقع لاستراحة عمال خدمات توصيل الطلبات في مناطق الدولة كافة، وإتاحة خريطة تفاعلية بهذه الاستراحات لتمكين العمال من الوصول إليها بكل سهولة.
فكرة جميلة ومبدعة ضمن مبادرات الحفاظ على صحة وسلامة عمال خدمات التوصيل وتوفير بيئة عمل آمنة لهم بالتعاون بين الوزارة وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، ومركز النقل المتكامل في أبوظبي، والدوائر الاقتصادية في مختلف إمارات الدولة وبالمشاركة مع منصات توصيل الطلبات مثل «طلبات» و«دليفيرو» و«نون» و«كريم» وغيرها وهي مؤشر على المستوى الذي وصلنا إليه في الابتكار والتنسيق والتميز.
وبذلك، فإن وزارة الموارد البشرية والتوطين، تواصل جهودها ومبادراتها الرامية لتحقيق أفضل بيئة عمل آمنة وصحية للعمال بالشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأفراد المجتمع، ضمن إطار الوعي المشترك بأهمية تحقيق أعلى المعايير الصحية وحماية العمال. كما أنها تقدم بذلك خدمة للمجتمع خاصة أن هذا القطاع يقع ضمن القطاعات اللوجستية المهمة ويتصف بالخصوصية كون عماله لا يوجدون في مكان واحد وقت تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة»، إضافة إلى طبيعة بعض المواد التي يتم نقلها، ويجب توصيلها في الوقت المناسب.
الجميل أيضاً، أن هذه الخطوة تأتي استمراراً للمبادرة التي تم إطلاقها العام الماضي، وتم من خلالها توفير 365 محطة استراحة مؤمنة ومكيفة لعمال التوصيل، وتم توسيعها العام الحالي بالتعاون مع مختلف الجهات في إطار الحرص المشترك على سلامتهم وتجنيبهم الإنهاك الحراري خلال تأديتهم أعمالهم في أشهر الصيف، في ضوء ارتفاع درجات الحرارة.
شكراً لأصحاب المبادرات والأفكار، فنحن اليوم أمام أداء جهاز حكومي سريع الاستشعار للاحتياجات وسريع التنفيذ لها وبلورة أفكارها إلى واقع مطبق، بل تطويرها كلما سنحت فرصة.