: آخر تحديث

عبدالله السعداوي مرّ من الشارقة

16
11
15

تشاء الأقدار أن تكون المرة الأولى التي ألتقي فيها بالمسرحي البحريني عبد الله السعداوي في الشارقة، رغم أننا، نحن الاثنين، ننتمي إلى البحرين. حدث ذلك عندما أتى السعداوي للمشاركة في إحدى دورات أيام الشارقة المسرحية في العقد الأخير من القرن الماضي، لكن قبل أن نلتقي لطالما سمعت أهل المسرح من الأصدقاء في مسرح الشارقة الوطني وغيره من مسارح الدولة، ومن ضمنهم زميلي في العمل بدائرة الثقافة في الشارقة المرحوم محمد عبد الله، يتحدثون عن ذكرياتهم مع السعداوي فترة إقامته بينهم في مرحلة سابقة.

ولم تكن تلك الذكريات تخلو من الطرائف، حيث قصد السعداوي الشارقة في العام 1975، وأقام فيها فترة، وكانت له مساهماته في بدايات مسرح الشارقة الوطني مع عدد من فناني الدولة. وفي الشارقة بالذات، مقصد أهل الثقافة والمسرح، التقى بالفنان العراقي إبراهيم جلال، الذي أثر في مسيرته الفنية.

عبد الله السعداوي الذي غادرنا إلى الدار الآخرة، قبل يومين، ولد في البحرين عام 1948، ومنذ صباه نشأ عنده شغف بالمسرح والفن والأدب والثقافة عامة، حيث عرف بأنه قارئ نهم للكتب، وبدأت حياته الفنية في العام 1964، وكانت تجربته المسرحية الاولى تأليف مسرحية «الحمار ومقصلة الإعدام»، وقام بإخراجها جمال الصقر تحت عنوان: «مؤلف ضاع في نفسه»، وفي سنوات لاحقة أصبح أحد مؤسسي مسرح «الصواري»، وظلّ أحد أبرز رموزه حتى وفاته، حيث كان ينظر له كأب روحي ملهم للمسرحيين الشباب.

ومع السنوات ذاع صيته الفني، المسرحي خاصة، وبات أحد أبرز وجوه المسرح التجريبي في البحرين ومنطقة الخليج، فقبل أن يقيم في الشارقة سافر إلى قطر، وشارك في تأسيس مسرح السد مع الفنان القطري غانم السليطي وعدد من الفنانين، بل إنه أصبح معروفاً أيضاً على النطاق العربي، وإضافة إلى علاقته بجلال إبراهيم جمعته صداقة مع المسرحي العراقي الراحل عوني كرومي، المقيم في ألمانيا، حيث أخرج له السعداوي مسرحية «الرجال والبحر» عام 1986، كما أخرج أعمالاً لكتّاب عرب آخرين، بينهم محيي الدين زنكنة، عصام محفوظ، صلاح عبد الصبور، غالية قباني، فضلاً عن أعمال لكتّاب من وطنه البحرين، وكذلك لكتّاب عالميين، ونال جائزة الإخراج في دورة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1994عن مسرحيته «الكمامة».

وصفه المسرحي القطري د. حسين الرشيد بأنه «الجندي المجهول الذي يحمل عصاه في كل معركة مسرحية، ممثلاً، مخرجاً، مُعدّاً، ناقداً، باحثاً». أما الناقد السعودي أثير السادة فقد وصف نصوص السعداوي بأنها «منحازة إلى الإنسان في هواجسه اليومية، في أحلامه المؤجلة، وفي أسئلته الوجودية»، وأنها «تطوف بنا في مساحة من الوعي المسرحي المختلف».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.