: آخر تحديث

أوكرانيا... بايدن أمام أسئلة ملحّة

16
20
16
مواضيع ذات صلة

مع بدء العد العكسي للحملات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، تواجه إدارة الرئيس جو بايدن مزيداً من الصعوبات في إقناع الجمهوريين في الكونغرس، بالاستمرار في تزويد أوكرانيا بمساعدات سخية من دون رسم استراتيجية واضحة لما تريده واشنطن من وراء هذا الدعم... والأهم متى تنتهي هذه الحرب؟   
 
برز التناقض في مواقف الحزبين مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة الأسبوع الماضي. كان زيلينسكي يمنّي النّفس بإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس على غرار ما فعل أواخر العام الماضي. لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن ماكارثي حال دون ذلك، ليكتفي الرئيس الأوكراني بلقاء مع ماكارثي نفسه ومع الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ. 
 
وإذا اقتصر الأمر على ماكارثي نفسه، فإنه من المؤيدين لدعم أوكرانيا، لكنه يواجه حرجاً كبيراً نتيجة تزايد أعداد النواب الجمهوريين المعارضين لإبقاء المساعدات الأميركية على المستوى ذاته. وطلب بايدن من الكونغرس الموافقة على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا مقدارها 24 مليار دولار.    
 
لكن ظهور انقسامات داخل الكونغرس في وقت يواجه الهجوم الأوكراني المضاد طريقاً مسدوداً، يعزز المعسكر المعارض لمنح كييف شيكاً على بياض، وهذا ما يضع البيت الأبيض في موقف غير مريح. فبايدن ملتزم بموقف قائم على مواصلة المساعدات "ما استلزم الأمر ذلك". ومع عدم تحقيق الجيش الأوكراني اختراقاً ميدانياً كبيراً يجبر الروس على وقف الحرب بالشروط التي تطرحها القيادة الأوكرانية، فهذا يعني أن الحرب ستستمر مدة طويلة.      
 
من هذه النقطة ينطلق الجمهوريون المعارضون لاستمرار المساعدات على الوتيرة ذاتها، كي يعرضوا قضيتهم ويستفسروا عن المصلحة الأميركية في حرب تمتد سنوات مع روسيا، ويمكن في أي لحظة أن تتحول إلى حرب مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي.   
 
ومنذ بدء الحرب في شباط (فبراير) 2022، قدمت الولايات المتحدة 113 مليار دولار، على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية لأوكرانيا ولدول أخرى تأثرت بالحرب.
 
وتنقل صحيفة "الواشنطن بوست" عن النائب الجمهوري مايكل وولتز، أن نصف عدد النواب الجمهوريين سيصوتون ضد مساعدة الـ24 مليار دولار التي طلبها بايدن. ويقر النائب الديموقراطي بات ريان بأنه "يجب فعل المزيد من أجل الدفاع عن المساعدات أمام الشعب الأميركي".   
 
الانقسام الأميركي يضع بايدن في مأزق، ويدفعه إلى تطوير المساعدات العسكرية لتشمل مقاتلات "إف-16" وصواريخ بعيدة المدى من طراز "أتاكمز"، في محاولة لتغيير المعادلات الميدانية والتعجيل بوضع حدٍ للحرب. وتطوير نوعية الأسلحة تنطوي على مجازفة توسيع الحرب إلى نقطة قد ترغم روسيا على اللجوء إلى السلاح غير التقليدي.    
 
والمسار الآخر الذي تدفع واشنطن في اتجاهه هو حشد أكبر عدد من الدول لعزل روسيا وزيادة التكلفة الاقتصادية للحرب عليها. لكن التجاوب الدولي مع المساعي الأميركية لا يزال في حدود متواضعة. والكثير من الدول التي لا تؤيد روسيا في الحرب، لا تبدي استعداداً للانضمام إلى نظام العقوبات أو زيادة تسليح طرفي الحرب بما يؤدي إلى إطالة أمدها، بينما تدفع الدول الفقيرة تكاليف غير مباشرة بسبب استمرار القتال نتيجة تعطل سلاسل الإمداد.   
 
معضلة أخرى يواجهها بايدن، هي أن مصارحة الشعب الأميركي بأن الحرب ستكون طويلة، ربما تنعكس على شعبيته من الآن وحتى موعد الانتخابات، بينما الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يعد بوضع حد للنزاع "في يوم واحد". 
 
من هنا، كانت الزيارة الثانية لزيلنسكي لواشنطن أقل وهجاً من الأولى، حتى ولو عاد من الثانية بحصيلة مهمة على صعيد التسلح والمساعدات الاقتصادية.     
إن امتدادات الحرب بدأت تبرز في أكثر من بلدٍ في العالم. وبايدن مطالب بالرد على الكثير من تساؤلات الجمهوريين وشريحة واسعة من الرأي العام الأميركي... وحتى الدولي.    


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد