: آخر تحديث

الإمارات وبوّابات العصر الثلاث

12
11
15
مواضيع ذات صلة

هل فكّر العرب وخطّطوا للتحرّك النهضوي السريع، بعد أن فتحت لهم دولة الإمارات ثلاث بوّابات عصرية، إلى عالم الفتوحات العلمية والتكنولوجية؟ لا شكّ في أن أهمّ إنجاز حقّقته الإمارات قبل تلك البوّابات، التي هي في أذهان جلّ الأنظمة والشعوب معجزاتٌ وأساطيرُ لا تَدين إلاّ لأدمغة ذوي الخوارق، هو أنها ألغت من جدول أعمالها وطموحاتها ومشاريعها، قائمةَ المستحيلات.

المسألة ليست لَعباً بالكلمات أو خيالاً شعريّاً. إنها الواقعية العلمية العقلانية، فكل مستحيلات القرون الماضية هي اليوم أشياء عاديّة في الحياة العامّة. محالٌ في محالٍ أن يتخيّل أهل العصر العباسي مئات المطارات، تطير منها وتهبط فيها مئات ألوف الرحلات يوميّاً. إرسال الكتب والأموال بنقرة فأرة من الصين إلى السويد، النزول على سطح المريخ والملايينُ من العجائب على مدار الساعة.

قول الجاحظ: «مشيتُ على رِسْلي فكنتُ المقدّما»، لا ينطبق على الإمارات، فهي وإن انطلقت مسيرة اتحادها قبل خمسة عقود، فإنها لم تُضِع الوقتَ في الشعارات الحزبية، وهتافات المسيرات التي بدّدت مئات الملايين من ساعات العمل في صيحات «بالروح بالدم»، وتبيّن بعد خراب البلدان أن الشعوب هي التي باتت بلا روح وبلا دم. من الإنجازات الكبيرة المهمّة أيضاً، أن دولة الإمارات مثالٌ باهرٌ في التنمية الشاملة، القائمة على منهجية علمية عقلانية، بها جعلت البلد يتقدم كموكب واحد، بإيقاع موحّد، وإلاّ صار البطيء أداةَ عرقلةٍ للقطاع الناجح السريع في خطاه. لكي يكون الأداء متناغماً بين العناصر المكوّنة في التنمية، يجب أن تكون مستوياتُ المهارات متشابهةً متشاكلة. المفاتيح الرئيسة هي: الإدارة التنموية الفائقة، استشراف المستقبل، تكافؤ الفرص وتحفيز المواهب، الحريات، الكرامة، الانفتاح، نزاهة القضاء واستقلاليته.


الآن وصلنا إلى البوّابات التي امتلكت الإمارات مفاتيحها، لكنّ بلوغَها لن يتيسّر بيسر لكثير من البلاد العربية، من دون امتلاك سلسلة المفاتيح الأخيرة. الإمارات ماضيةٌ بصدق وخطىً ثابتةٍ في تنفيذ المبادئ العشرة في الخطة الخمسينية، ومن دون هتافات أو شعارات. البوابة الأولى بوّابة السماء، التي حلّقت بالطموح العربي قابَ مدِّ بصريْن أو أدنى من المريخ. الفضاء لم يعد حلماً عربيّاً في المنام، أضحى واقعاً عينيّاً.

البوّابة العلمية التقانية الثانية: الحاسوب الكمّي. كان الراسخون في الإيمان بالمستحيل، يصورون أهل فيزياء الكوانتوم ومشاريعها، وكأنهم من مخلوقات الأكوان الموازية. اليوم الحاسوب الكمّي حقيقة في أبوظبي. أمّا البوّابة الثالثة، فهي أن «جامعة محمد بن زايد»، حقّقت لأربعمئة مليون عربي، «جيس الإمارات»، الذكاء الاصطناعي الناطق باللغة العربية، الذي يقابل «شات جي.بي.تي» (شجبت). ذكاء اصطناعي بلسان عربي مبين، هديّة إلى العرب، تثلج صدر الخوارزمي.

لزوم ما يلزم: النتيجة الاستقباليّة: دولة الإمارات فتحت للشعوب العربية الأبواب، فهل هم مستعدّون للدخول بتنمية آمنين؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد