: آخر تحديث

عنتريّات الروبوت البيولوجي

15
13
22
مواضيع ذات صلة

هل يستطيع العقل العربي التحرّر من مخاوف آخر صيحات التقدم العلمي والتقاني، والتفكير بجدٍّ في الخطط العقلانية للتعامل مع المستجدّات المحتدمة؟ على طريقة «فلاش باك» في السينما، نبدأ من النهاية. لا يوجد حلّ آخر بديل على الإطلاق، غير التسلّح بالرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء، مع التذكير الضروري بأنها العلوم التي قام عليها الكون كلّه والحياة كلها. عجباً، لقد صار أهل الذكاء الاصطناعي، في شتى أصقاع الأرض، أقرب إلى الخوارزمي من العرب. بآلة الزمن، سافر إليه أهل المشارق والمغارب، أخذوه من بلاط الخليفة المأمون العبّاسي، إلى الولايات المتحدة والصين وأستراليا والهند وديار أوروبية كثيرة، واليوم خوارزميات محمد بن موسى على كل لسان، عدا العرب. قيل: إنه حين كانوا يمرّون به على المضارب العربية، كان «يمضي ولا يسلّمُ.. كأنه لا يعلمُ». قيل: كان مستاءً، فقد جاء من بعده أناس ادّعوا أن الرياضيات وعلم الهيئة (الفيزياء) والكيمياء، من علوم الكفّار.

هي ذي الخوارزميات وعلوم الأحياء ستُدخلنا مداخل عسيرة المخارج. الخبر غير سارّ للذين ينامون وأرجلهم في الماء. الموقع الفرنسي «مستقبل العلوم» (21 يوليو) ذكر أن أستراليا تطوّر شريحة بيولوجية اسمها «ديشبرين»، سلبت عقول العسكريين. حين تندمج في الذكاء الاصطناعي هذه الشريحة التي تبعث فيها الحياةَ خلايا دماغيةٌ بشريّةٌ، يُسفر الأمر عن ثورة في التعلّم الآلي، وبهذا ينشأ جيل من الروبوتات القاتلة ذات السلوك الذاتي، التي تفكر مثل الآدميين. كل هذا وعدد الخلايا الدماغية البشرية التي «يُطعّم» بها هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي، ثمانمئة ألف خلية. في دماغ الإنسان 86 مليار خلية عصبية. على القارئ الترحال على هواه في تحليل الأبعاد والآثار المترتبة على كل أعزل من العلوم والتقانة.

لك ألّا تعير اهتماماً للموقع في قوله: «إن الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستكون في قلب نزاعات المستقبل». يضيف: «الروبوتات القاتلة الذاتية المبادرة، سيكون لها ذكاء اصطناعي نصف بيولوجي، يجعلها أقدر على التعلّم من تجاربها في القتال، لتطوير قراراتها في المواجهات الجديدة. هذه البحوث والاختبارات تجري في جامعة «موناش» الأسترالية، لكن وزارة الدفاع في بلاد الكنغر هي التي تموّلها، ولعابها يسيل إلى ساحات قتال يحتاج تصوّرها إلى خيال استراتيجي بعيد، لا يقلّ عن صولات عنترة، الذي كان سيقول: «روبوتي كان في الهيجا طبيباً». تفاءلوا بالتقدم تجدوه، فالخبراء يرون أن هذا الاصطناعي، القادر على التعلم مثل البشر، يمكن استخدامه في السيارات الذاتية القيادة والمسيّرات والروبوتات. هذه الشريحة على ضآلة حجمها، ستعطي أستراليا امتيازات استراتيجية في مجالات شتى عسكرية ومدنيّة.

لزوم ما يلزم: النتيجة الإلهامية: الاستشراف الذكي سيّد الموقف. هذه الشريحة نصف البيولوجية ستكون بداية توديع شرائح السيليسيوم. العصر الجديد غداً. أسرعوا، قبل نفاد الذكاء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد