ارتفعت أسعار الفائدة لترتفع معها أشياء كثيرة، وتنخفض أشياء أخرى، معركة مستمرة مع التضخم لا يرى فيها رجل الشارع في بعض الدول الأطراف المتحاربة، لكنه يسمع قرع الطبول في رنات أجهزة المحاسبة لسلة مشترياته التي يتناقص حجمها وتزيد فاتورتها، وسيظل يترقب ما لم تضع الحرب أرقامها.
ارتفاع أسعار الفائدة زاد من حرص الناس هنا على معرفة الآثار المترتبة، وكثرت التعليقات والتوقعات، وهي وإن كان بعضها عاطفيا إلا أنها جيدة لجهة مشاركة عدد أكبر من الناس في النقاش، تظهر نصيحة هنا، وفائدة هناك، ويقترب الناس أكثر من واقعهم الشخصي، وواقع بلادهم المتماسك والمتميز في هذا الخضم، ويطرحون أسئلة ويقترحون خططا، وهذا أمر حسن.
ارتفعت أسهم العالم العربي، بدأت السعودية هذا الارتفاع منذ أعوام بنقلاتها التاريخية عبر رؤيتها التي شكك فيها من شكك وخاب أمله، وآمن بها من آمن وزاد تفاؤله ورغبته في الاقتداء، ارتفعت أسهم العرب هذه الأيام باقتراب العالم من واقعهم، شاهدوا الشعب السعودي في لحظات الفرح والاحتفاء ومشاركة الناس رقصهم وغناءهم بعفوية في ميادين وشوارع الدوحة.
زاروا البيت السعودي هناك، ولمحوا عن قرب بعض ملامحنا، شاهدوا نجاح قطر في التنظيم، وفوز السعودية على منتخب هو ثاني اثنين يلعبان غدا على كأس العالم، وسطروا الإعجاب لمنتخب المغرب الذي نأمل أن يحقق المركز الثالث اليوم في سابقة عربية كما يريدها الأغلبية منا، وسابقة إفريقية كما يحبذها البعض الآخر، لأنه يمثل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أو حتى مجرد سابقة من أي نوع، المهم أن هذا المنتخب جزء من ارتفاع الوعي عن المملكة المغربية في جميع شؤونها.
ارتفع الانتباه إلى طبيعة المجتمع المسلم وعلاقاته الاجتماعية، ومعه ارتفع الإعجاب ببر اللاعبين العرب بأوطانهم الكبيرة، وبأمهاتهم، أوطانهم الأكبر عاطفيا، وكثرت الأسئلة، والأسئلة ترفع سقف الاتصال إذا وجدت الإجابات عيانا بيانا أمام السائلين.
ارتفعت فرص تطوير الكرة العربية، وهو تطوير لا يمكن فصله عن تطورات إدارية واقتصادية تطول القطاع الرياضي وما يرتبط به من مجالات.
ارتفعت مكانة المنطقة ككل كما وعد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي آمن بشعبه وإمكانات هذا الشعب وهذه البلاد، وأشاع روح التفاؤل والتنافس فيمن حوله في المنطقة التي تثبت أجزاء منها يوما بعد يوم، أن الارتفاع إلى القمم ليس حكرا على أحد، إنه من نصيب من يعملون للإسهام في الحضارة الإنسانية محافظين على جوهرهم.
اللهم أدم علينا وارفع مقامنا وزدنا رفعة في كل شيء.