: آخر تحديث

اصنع واقعك الخاص الموازي

14
20
16
مواضيع ذات صلة

في أحيان كثيرة، ولعل معظمنا مر بمثل هذه الحالة، التي يشعر فيها، بأنه مطالب بأن يفكر أو يقرر أو يعمل، وفق رغبة الآخرين، سواء من المقربين، أو من رؤسائه ومديري العمل.

والحقيقة قد لا يكون في مثل هذه الرغبة أي ضرر، أو سوء، خاصة عندما تكون إيجابية ومفيدة، وتدفع بنا نحو الأمام، وتزيد من خبراتنا ومهاراتنا، لكن المشكلة عندما تكون بعيدة تماماً عن أفكارنا، وعن رغبتنا ورؤيتنا، عندما تكون ملغية للشخصية والرؤية الذاتية، هنا تكون سلبية، وقد تكون محطمة للأفكار الواعدة أو للخطط التي نتبناها.

وهنا تكون بطبيعة الحال، مثبطة، وتدعو إلى الكسل، وعدم التفكير، وعدم النشاط لوضع بصمتنا.
على المدى البعيد، نصبح فيها، متلقين وسلبيين، ومن دون أي فاعلية، والذي قد يحدث، أن من كان يملي علينا رغباته ويفرض رؤيته، ووجهات نظره، هو نفسه، من سيتهمنا بالسلبية وعدم التفاعل، وعدم تقديم أي مبادرات أو أفكار جديدة، وإنما الاعتماد عليه، وأن هذه الحالة تسبب الضغط، وهي ليست مفيدة ولا منتجة.

وهكذا نجد أنفسنا في نهاية المطاف نتلقى خسارة ثانية، فقد كانت الخسارة الأولى، هي الاستسلام للتوجيهات ولوجهات النظر، من دون وضع لمستنا أو التعبير عمّا نراه على الأقل، وبعد التعود على هذه الآلية والطريقة، تأتي الصدمة بأننا نعد سلبيين وغير فاعلين، ولا نقدم أي جديد، ولا نسهم بالرأي ولا بالمشورة، ولا بوجهة نظر. قد تضيف شيئاً جديداً، في اللحظة نفسها، لا تستطيع المواجهة، أو الخروج عن رغبة ورؤية مديرك المباشر أو رئيسك في العمل، من هنا يكمن الحل، وهو أن تصنع واقعاً خاصاً بك، فمن الأهمية، بالذات في بيئات العمل، أن تمتلك دائماً خططاً بديلة، الواقع خاص بك يكون موازياً، لكل ما يحدث من تفاعلات في العمل، تضع فيه تصوراتك وملاحظاتك ومرئيات، بكل حرية ومن دون أية قيود، وفي اللحظة نفسها لديك الآراء القريبة منك والخاصة بك، عند الرغبة باستخدامها، على سبيل المثال، عندما يكون هناك مشروع، ويطلب مديرك المباشر، إنجازه بطريقة محددة، وعندما أوضحت له بأن هناك طريقة أفضل وأكثر جودة، تجاهلك، ورفض مقترحك، هنا يجب عليك، عدم التوقف، اكتب ملاحظتك وطريقتك التي تراها الأفضل، ولتكن بالقرب منك، هذا النهج، سيسهم في جانبين اثنين. الأول، يجعلك في حالة ذهنية مستمرة من الحضور والمبادرة. أما الثاني، فتكون البدائل جاهزة عندما يتعثر المشروع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.