: آخر تحديث
تفاصيل صغيرة

الفن والحياة

16
19
22
مواضيع ذات صلة

في نظرتي إلى الفن لا أفرق بين الفنون التطبيقية والفنون الجميلة، أرى الفن واحداً، والطريقة التي أتأمل بها لوحة تشكيلية معلقة على جدار هي ذات الطريقة التي أنظر بها إلى فستان جميل ترتديه امرأة أحسنت الاختيار.

أعرف أن التعريف الموضوع للفنون الجميلة له معناه وقيمته، الفنون الجميلة مصطلح حديث ظهر في القرن الثامن عشر وازداد استخدامه في القرن التاسع عشر والمقصود به الفن الذي لا يحمل أي غاية أخرى سوى تأمله من أجل الجمال لذاته، وأنواع الفنون المقصودة به هي الفن التشكيلي، الرسم، النحت والتصوير.

بينما الفنون التطبيقية هي أي فن يرتبط باستخدامات أخرى غير الفن لذاته، والأمثلة كثيرة ومتعددة، مثل الديكور، الأزياء، المجوهرات، الخزف.. الخ.

يبدو أن ترجمة فنون جميلة جاءت من الأصل الفرنسي. بينما اختار الإنجليز كلمة فنون رفيعة، بينما الفنون التطبيقية كانت ترجمة للأصل الإنجليزي.

هذه التعريفات التي أفهمها جيداً لا تعنيني كثيراً في الواقع، فأنا يمكنني أن أطيل النظر إلى خاتم في يدي، حتى يظن الناس أنني ألفت نظرهم إلى ما أرتديه، بينما أكون مستغرقة في الإبداع الذي صنعه الفنان، ولا يمكنني أن أرى زياً جميلاً يرتديه أحد دون أن أعلق وأبدي إعجابي.

أفرح حين أرى الجمال، تمتلئ روحي بغنى عجيب، أشعر أنني أحلق، أشعر أن الجمال يتحدث إلي، يغريني بالنظر إليه ومداعبته، لذلك لا يعنيني أن فنانًا اختار أن يصنع لوحة تشكيلية جميلة أو قرر أن يصنع من هذه اللوحة طبقاً من الخزف، طبعاً ستختلف القيمة لأن اللوحة لن تنكسر يوماً أثناء غسلها بعد استخدامها، وأيضاً ستكون عبارة عن طباعة تدخل بعدها إلى الفرن لضمان ألا نتسمم من الألوان المستخدمة. ربما لذلك فقط تكون الفنون الجميلة أكثر إبهاراً، حين نراها في أصلها، لأننا ننظر إلى العمل كما صنعه الفنان بيده، ليس صورة عنه.

عدا ذلك فأنا مغرمة بالفنون التطبيقية، وأعتقد أنني أشترك في ذلك مع غالبية الناس، وإلا ما الذي يدفع ربة بيت أن تدفع مبلغًا طائلًا في طقم صيني، تتباهى به أمام الزائرات لو أننا سلمنا أنها اختارته لجماله وليس فقط لسعره ورغبتها في المباهاة.

أريد أن أقول: إن الجمال لغة بديعة يمكننا أن نجدها في كل شيء، وأتمنى من الناس أن تراعيه أكثر، أن تختار الأشياء ليس فقط لعمليتها، وإنما أن تضيف عنصر الجمال إلى اختياراتها. سنكتشف كم هي أذواقنا مختلفة، وسنعرف أن الجمال يضيف إلى حياتنا الحيوية والإشراق. هكذا أشعر، فقط جربوا معي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.