: آخر تحديث

الخليج في عالم متعدد الأقطاب

9
17
14
مواضيع ذات صلة

العالم اليوم ليس هو نفسه، كما كان قبل عقدين أو حتى عقد مضى. هناك متغيّرات دولية حاسمة جرت وتجري وستجري تعيد تشكيل صورة هذا العالم، وإذا كان من الصعب رسم الصورة المستقبلية القادمة، فإن المؤكد هو أن زمن الأحادية القطبية قد ولى، مهما كابر الغرب في الاعتراف بذلك.

وللأسف الشديد، فإن أوروبا تفتقد اليوم زعامات وازنة قادرة على رسم سياسات مستقلة لبلدان القارة، تدرك، وحتى من موقع التحالف مع واشنطن، أن لأوروبا كلمتها ومصالحها التي يجب الحرص عليها، والكفّ عن التبعية العمياء للإملاءات التي تريد الولايات المتحدة من حلفائها الالتزام بها، منطلقة في ذلك من اعتبارات شديدة الأنانية تتصل بمصالحها في المقام الأول غير آبهة بأن لهؤلاء الحلفاء أيضاً مصالحهم.
تظهر دولنا الخليجية قراءتها المتزنة لهذه المستجات الدولية، التي تنم عن الإدراك الصحيح لما يشهده العالم من تحوّلات، تقتضي نهجاً مستقلاً، لا يدير الظهر، بطبيعة الحال، للعلاقات التي تربط دول الخليج بالولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية عامة، لكنها لا ترى في ذلك حائلاً دون إقامة علاقات تعاون مع الصين وروسيا ومختلف القوى الصاعدة في عالم اليوم، وفي هذا تعبير عن التمسك بالسيادة والقرار المستقل، بعيداً عن الإملاءات التي يحاول البعض فرضها.
وفي هذا لا تنطلق دول الخليج من الحرص على مصالحها الوطنية فقط، وإنما أيضاً من الحرص على السلم والأمن العالميين، وكذلك على استقرار الوضع الاقتصادي في العالم، كون دولنا مصدراً أساسياً من مصادر الطاقة، خاصة النفط، على مستوى العالم.
في هذا السياق يجب أن نقرأ القرار الذي اتخذته «أوبك بلاس» مؤخراً بخفض الإنتاج النفطي في المرحلة المقبلة، بناء على تقدير صائب لحاجة السوق إلى الاستقرار وتجنيبه الخضات، وهو القرار الذي أثار حفيظة بعض الدوائر في واشنطن، خاصة في صفوف الحزب الديمقراطي، لأنها لا تريد إدراك المتغيرات الدولية، وحق الدول في انتهاج سياسات مستقلة.
وتعبر زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لروسيا عن ضرورة إقامة صلات وثيقة مع كافة الدول المؤثرة في العالم، وعن الحرص على أن تجري تسوية النزاعات عبر السبل السلمية، لا عبر التصعيد العسكري المحفوف بأشدّ المخاطر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.