: آخر تحديث

هذه الأيام فرصة

29
25
33
مواضيع ذات صلة

من المؤكد، خلال مسيرتنا الحياتية، أننا سنواجه مواقف عديدة ومتنوعة، من تعرضنا للأذى والألم، وعندها يصبح التسامح والعفو، مثار تساؤل وأكثر صعوبة، خاصة إن كان الألم جاء ممن كنت تعده داعماً لك في هذه الحياة. لكن.. ما نتيجة عدم التسامح؟ ببساطة متناهية هي الضغينة ومشاعر سلبية تسيطر على كيانك، وتغذي عقلك بالكراهية، وهي لن تخفف من ألمك ولا من قوة الأذى الذي تعرضت له، بل تجعله ماثلاً دائماً في ذاكرتك وبالتالي تستمر المعاناة، وقد حملت نفسك وكيانك بالمزيد من الهموم والمشاعر السلبية. 
عندما نتعرض لموقف عصيب أو تجربة مريرة أو موقف من الهم والغم، بسبب صديق أو قريب، فإن التفكير في العادة يتوجه نحو كيفية عقابه، والانتقام منه، ونعتقد أننا نشفي الجرح أو نخفف من الألم، ولكن التجربة الحياتية تثبت لنا أن هذه الممارسة تشبه، لحد كبير، شرب الماء المالح، الذي لا يروي بل يزيد العطش والظمأ. الذي يجب أن ندركه تماماً، هو أننا نحن أيضاً نقع في الأخطاء تماماً مثل الآخرين، وبالتالي نفهم أن الخطأ عندما يقع علينا يحتاج لتنبيه وعلاج وتفاهم؛ لأن بعض تلك الأخطاء تقع بطريقة عفوية أو دون علم ومعرفة، وحتى تلك التي يكون فيها بعض التعمد والقصد قد يكون مبدأها مزاحاً أو عدم مبالاة في لحظتها أو تقدير حقيقي ومنطقي لوقعها. 

المؤلف براينت إتش ماكجيل، قال: «الغفران يؤدي إلى المحبة، والمحبة تؤدي إلى الغفران»، والتسامح لا يعني التنازل عن الحقوق، ولا يعني التفريط بشخصيتك ومكتسباتك، بل يعني عدم الالتفات نحو ما يقع في الجمعات واللقاءات الاجتماعية، عدم الحساسية المفرطة، وتحجيم وتكبير الأخطاء، يعني التغافل والتناسي، وحتى إن كنت تشعر بالغضب، يكفي أن تسامح في عقلك وقلبك، وتعالج تلك الأسباب التي سببت مثل هذا الخطأ أن يقع عليك. يمكن استخدام العتاب المحمل بالاحترام والتقدير، وتجنب الغضب وردة الفعل القاسية التي تزيد الهوة.

 نحن بحاجة لتعلم التسامح وممارسته، ولعلنا في هذه اللحظة الزمنية التي نعيشها الآن تكون قيمٌ مثل التسامح والعفو الغفران مناسبة أن نمارسها ونطبقها في واقعنا الحياتي، وأن نبادر بالاتصال بمن وقع بيننا وبينهم خصام وخلاف. هذه الأيام هي أجمل اللحظات لفتح صفحات من المحبة والتسامح.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد