: آخر تحديث

في الأيام الوطنية ذاكرة الوطن تأتلق

59
42
59
مواضيع ذات صلة

ذاكرة الوطن تكتنز حكايات وصورًا عن هذه الأيام الوطنية المجيدة، فعيد جلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، هو امتداد أصيل لحكم آل خليفة الكرام الذين يُجدد الشعب العهد معهم ويسير خلفهم لتحقيق الوعد بازدهار البحرين ورفعتها والحفاظ على أمنها وسلامتها.

واليوم الوطني سيرة وطن ومسيرة شعب سطر أروع المآثر وأبلغ القيم في الولاء للوطن، هو الشعب الذي حفر البر، وشق البحر، وتحمل الآلام والصعاب ليصل بوطنه إلى الاستقلال، فالاستقلال حكاية تطول فصولها بدأها الأجداد ومن بعدهم الآباء ثم الأحفاد؛ ليجذبوا للوطن استقلاله ويسيروا بالركب البحريني وسط الأنواء حتى وصلوا به إلى بر الأمان والأمن.

شخصيًا أنا من الجيل البحريني الذي تفتح وعيه الأول على الاحتفالات البحرينية مطلع ستينيات القرن الماضي بعيد جلوس الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، فارتبطنا وعيًا وطنيًا بتلك المناسبة الوطنية، وكانت لنا علامة مضيئة على طريق الولاء والانتماء، وعلى مسألة الوعي الوطني الذي لا ينفصل عن الوعي بالدفاع عن مكتسبات الوطن التي لم تأتِ إلا بتضحيات أبنائه كابرًا عن كابر.

وهكذا لم يكن العيد الوطني والاحتفال به مجرد «مناسبة» في وعي جيلنا، ولكنه معنى وقيمة باحتفالنا به، نحتفل بالمعنى ونعيد إنتاج القيمة والقيم التي يزخر بها الوطن وتسكن وجدان المواطن.

وكان كل مواطن بحريني يسهم في الاحتفال بعيد الجلوس حسب إمكاناته وظروفه وطاقاته، لكننا جميعًا كنا نحتفل بعيدٍ من أعز الأعياد الوطنية وأغلاها.

تشدنا إلى الاحتفالات بعيد الجلوس ونحن في مطلع الصِبا محبة البحرين ومحبة قادتها وبرغم تواضع إمكانات تلك الاحتفالات، لكنها تظل في ذاكرتنا، وتظل ملهمةً لنا في أبعاد ودلالات المعنى الوطني.

فعيد الجلوس واحتفالاتنا به في المدن والقرى والأحياء والفرجان القديمة آنذاك، هو يوم لرمز وطني عظيم نلتف حوله ونُعطي لبلادنا ووطننا كل الوفاء والانتماء، فتكتسب احتفالاتنا رغم بساطتها وعفويتها آنذاك قيمةً رائعة عند الجميع.

واليوم ونحن نحتفل بعيد جلوس جلالة ملكنا المفدى حفظه الله ورعاه إنما نجدد العهد، ونحتفي بالوطن وبيوم وعيد جلوس قائدنا الرائد بوسلمان.

ففي عهده الزاهر دخلت البحرين مرحلة غير مسبوقة في تاريخها عندما دشن جلالته رعاه الله مشروع الإصلاح إيذانًا بمرحلة وعهد جديد.

وكذلك هو احتفالنا بيومنا الوطني «عيد الاستقلال» يأتي مكملاً لاحتفالنا بعيد الجلوس فلا انفصام ولا انفصال بينهما في المعنى الوطني العميق والأصيل.

ويومنا الوطني «عيد الاستقلال» يوم للوطن ولأبنائه رجالاً ونساءً منذ نشأة البحرين إلى اليوم، فكل فرد فيهم وضع لبنةً لهذا اليوم «يوم الاستقلال» ورعاها عاهل البلاد الملك المفدى حفظه الله وطوَّر الخطوة إلى خطوات نفخر بها ونعتز.

ووسط احتفالاتنا هذه الأيام المجيدة نفتح صفحة أخرى جديدة لإنجازات قادمة وخلف قيادتنا نسير بمزيد من الإخلاص المتجدد لهذه الأرض التي احتضنتنا وعليها نشأنا.

وبنشيد إنشاد أعيادنا نعيد إنتاج إرادتنا الوطنية الجامعة لنحافظ على البحرين وطنًا للتسامح والتعايش والسلام مذ كان التاريخ وكنَّا.

وعيد جلوس صاحب الجلالة حفظه الله وعيد الاستقلال هما المعنى الراسخ والضارب بجذوره في قلب الوطن والمواطن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد