: آخر تحديث

نجمات الظل في السينما المصرية

56
44
47
مواضيع ذات صلة

ما بين أول أعمالها الدرامية وهو«زغاريد في غرفة الأحزان / ‏1978» إلى مسلسل «ليلة العيد» الذي انتهت من تصويره هذا العام تنقلت الفنانة سلوى عثمان ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، بروحها الجميلة وخفة ظلها وهدوء جمالها ورعة ابتسامتها، مراكمة أعمالا محفورة في ذاكرة الجمهور، ومتنقلة من دور إلى دور، إلى أن اقتنعت أن خير ما تفعله اليوم بعد أن بلغت الستين من العمر وزاد وزنها هو تقمص دور الأم لتزاحم وتنافس من يقمن اليوم به من زميلاتها، مثل سلوى محمد علي وعارفة عبدالرسول ولبنى وسن وانعام سالوسة وسوسن بدر وصفاء الطوخي وحنان يوسف وليلى عز العرب.

ولعل من شاهد الأعمال الدرامية التي شاركت فيها بدور الأم يتوصل إلى حقيقة أنها تؤديه بطرق مختلفة بعيدة عن النمطية التي جسدتها قديما أمينة رزق وعزيزة حلمي وفردوس محمد وثريا فخري، أو خليفتهن كريمة مختار.

الكثيرون قد لا يعرفون أن سلوى هي ابنة الفنان القدير «عثمان محمد علي» المولود في الاسكندرية عام 1935، والذي بدأ حياته بالعمل كمستشار في كلية الاعلام لتصحيح اللغة والنطق أمام الكاميرا قبل أن يدخل المجال الفني من بوابة المسلسلات الاذاعية بدءا من عام 1954 م وينطلق لاحقا في الدراما التلفزيونية والسينما. وكان عثمان قد تزوج والدة فنانتنا حينما كانا زميلين في معهد الفنون المسرحية، إذ أنجب ابنته وهو طالب يدرس في هذا المعهد وفي كلية الحقوق بالتزامن، ثم أنجب ابنا يعمل حاليا مهندسا مدنيا.

ولدت سلوى في القيلوبية بتاريخ 29 فبراير 1960م. ومنذ طفولتها عشقت الفن، متأثرة بوالدها الذي كان صديقا للمبدع الكبير بديع خيري، لذا شاركت وهي في سن الثامنة بالغناء والرقص في العديد من الحفلات المسرحية آنذاك التي كان يشرف عليها والدها على مسرح الشبان المسلمين بمحافظة الإسكندرية. وحينما بلغت السابعة عشرة، اثبتت نجاحا في مجال التمثيل الإذاعي. 

بعد ذلك وعن طريق الصدفة اكتشفها المخرج والممثل نور الدمرداش الذي كان على علاقة صداقة بوالديها خلال دراستهم بمعهد الفنون المسرحية، وتمكنت حينها من اجتياز أول تجربة لها في العمل الفني أمام الشاشة الصغيرة، حينما مثلت في مسلسل «زغاريد في غرفة الأحزان» سنة 1978، علما بأن المسلسلات في تلك الحقبة كانت لا تتجاوز 15 حلقة. وعلى إثر نجاحها في ذلك المسلسل توجهت إلى استكمال دراستها في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة وتخرجت بعد أربع سنوات بتقدير عام امتياز وجاءتها فرصة العمل كمعيدة بالجامعة ولكنها فضلت التمثيل. وهكذا دخلت سلوى عالم الدراما التلفزيونية، مؤدية أدوارا مهمة تركت بصمة في قلوب الجماهير.

 جاءت لها الفرصة الذهبية للعمل مع حسين فهمي وزيزي البدراوي في دور «سيدة» زوجة عبدالمنعم عباس الضو (هادي الجيار)، ثم شاركت في قائمة كبيرة من أعمال الشاشة الصغيرة الأخرى مثل مسلسل «غوايش» مع فاروق الفيشاوي وصفاء أبو السعود وأمينة رزق، ومسلسل «عائلة شلش» مع صلاح ذوالفقار وليلى طاهر. والملاحظ أنه على الرغم من إنها لم تحصل على دور بطولة في تلك الأعمال إلا أن أدوارها كانت ذات صدى ومكانة كبيرة ساهمت في شهرتها. وبمرور السنوات راحت تطل على جمهورها بأدوار الأم التي جسدتها بمهارة وحرفية كبيرة على الرغم من إنها لم تنجب أبناء من زيجاتها. 

أبرز أعمالها في السنوات الأخيرة: مسلسل البرنس/ 2020 مع محمد رمضان وأحمد زاهر وروجينا ودنيا عبدالعزيز وإدوارد ونور اللبنانية وجسدت فيه شخصية زوجة الأب. وفي مسلسل أيوب/ 2018 مع مصطفى شعبان وايتن عامر ومحمد لطفي جسدت دور العمة الطيبة الخدومة في الحارة الشعبية البسيطة. وفي مسلسل ترويض الشرسة/ 96 مع آثار الحكيم ووائل نور وشويكار وأحمد السقا أدت شخصية «هالة» التي تنجح في الإيقاع بمديرها «حفناوي» (حسن مصطفى) وتتزوجه من وراء زوجته. وفي مسلسل حجر جهنم/ 2017 مع إياد نصار وأروى جودة وشيرين رضا أدت ببراعة دور الحماة التي تشك في تصرفات زوجة ابنها «زينة» (كنده علوش). وفي مسلسل سجن النساء/ 2014 مع نيللي كريم ودرة وروبي وريهام حجاج وأحمد داوود ظهرت بدور السجانة «إحسان». كما ظهرت في مسلسل الخواجة عبدالقادر/ 2012 مع يحيى الفخراني وسلافة معمار وسوسن بدر في دور زوجة كمال (محمود الجندي). 

ومن المسلسلات الأخرى في مسيرتها الدرامية: امبراطورية مين/ 2014، العطار والسبع بنات/ 2002، ياورد مين يشتريك/ 2004، 30 شارع مصطفى حسين/ 2006، ابن الأرندلى/ 2009، بين السرايات/ 2015، ولد الغلابة/ 2019، سقوط حر/ 2016، أسمهان/ 2008، زلزال/ 2019، عوالم خفية/ 2018، أبوضحكة جنان/ ‏2009، طلعت روحي/ ‏2018، الميزان/ ‏2016، 

في مجال المسرح كانت لها مشاركات قليلة لعل أهمها وقوفها أمام عبدالمكنعم ابراهيم في مسرحية «مع خالص تحياتي» عام 1980 ثم وقوفها أمام حسين فهمي عام 2008 في مسرحية «زكي في الوزارة»، علاوة على مسرحية في بيتنا شبح/ ‏2012 مع أشرف عبدالغفور.

أما في السينما فقد شاركت في أعمال ناجحة، منها على سبيل المثال وليس الحصر: فيلم الجمالية/ 80 لجمال عمر مع سمير صبري وعفاف شعيب، ملف في الآداب/ ‏86 لعاطف الطيب مع فريد شوقي ومديحة كامل، الحب بين قوسين/ 93 لأشرف فهمي مع شهيرة وهشام عبدالحميد، مخالب امرأة/ 88 لعادل الأعصر مع ميرفت امين وعزت العلايلي، رسالة إلى الوالي/ ‏98 لنادر جلال مع عادل امام ويسرا، هيستريا/ ‏98 لعادل أديب مع أحمد زكي وعبلة كامل، ليلة ساخنة/ ‏95 لعاطف الطيب مع نور الشريف ولبلبه، صرخة ندم/ 88 لمحمد عبدالعزيز مع عزت العلايلي ويسرا، بهاريز/ 2000 لشريف حموده مع سمير غانم وعبير صبري، الخطر/ 90 لعبداللطيف زكي مع كمال الشناوي ومعالي زايد، صعيدي رايح جاي/ ‏2001 لمحمد النجار مع هاني رمزي وحسن داود، الألماني/ 2012 لعلاء شريف مع محمد رمضان ورانيا الملاح، عمارة يعقوبيان/ ‏2006 لمروان حامد مع يسرا وعادل امام ونور الشريف، بلاغ ضد إمرأة/ ‏86 لاحمد السبعاوي مع محمود يس وبوسي، المرأة الحديدية/ ‏87 لعبداللطيف زكي مع نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي، المعلمة سماح/ ‏89 لمحمد عبدالعزيز مع مديحة كامل وعزت العلايلي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد