الرياض - خاص ايلاف: يصل رئيس الوزراء السوداني الجديد كامل ادريس إلى الرياض غداً الثلاثاء في اول زيارة رسمية للمملكة بعد تعيينه في 19 مايو الماضي.
وتأتي الزيارة في أعقاب صدور بيان الرباعية حول التسوية السودانية في 12 سبتمبر الجاري والتي حددت عملية انتقالية للسلطة بالسودان مدتها 9 اشهر. وهو البيان الذي اتخذت الخرطوم منه موقفاً حذراً. حيث ردت وزارة الخارجية السودانية ببيان رسمي في 13 سبتمبر 2025، أعربت فيه عن “الترحيب بأي جهد إقليمي أو دولي يساعد في إنهاء الحرب”، لكنها شددت على أن أي عملية سياسية “يجب أن تحترم سيادة الدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية”، مشيرة إلى أن البيان “لا يلزم السودان في شيء” ويحتوي على “إيحاءات تمس السيادة”.
وكانت السعودية، وبالتعاون مع الولايات المتحدة، استضافت محادثات جدة في مايو 2023 التي أسفرت عن “إعلان جدة” الذي يلتزم فيه الطرفان بحماية المدنيين، ووقف الهجمات على البنية التحتية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأكدت السعودية في مايو 2025 أنها “ستستمر في جهودها عبر منصة جدة لإنهاء الصراع”، كما أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال قمة خليجية-أمريكية ان هذه المبادرة تُعد أبرز الجهود السعودية لتحقيق وقف إطلاق نار دائم، مع دعم للانتقال السياسي الشامل.
وترفض السعودية صراحة أي محاولات لتشكيل “حكومة موازية” أو كيانات بديلة خارج المؤسسات الرسمية، معتبرة إياها “غير شرعية وتمس بوحدة السودان”. وفي فبراير 2025، أصدرت بياناً يدين الدعوة لتشكيل حكومة موازية في نيروبي (بمشاركة RSF وأحزاب متحالفة)، مؤكدة أن “الحل يجب أن يكون سودانياً ويحترم السيادة ويدعم المؤسسات الوطنية”.
كما التزمت الرياض بعد تحرير الخرطوم في مايو الماضي بدعم السودان إنسانياً وتنموياً من خلال برامج طوارئ وإعادة إعمار لمواجهة آثار الحرب. ولاجل ذلك وصل وفد سعودي رفيع المستوى إلى السودان، يضم ممثلين عن وزارة الخارجية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني، وصندوق التنمية السعودي، وصندوق الاستثمارات السعودي، لتقييم الاحتياجات.