: آخر تحديث
خمسون إصابة وخمسة منها في حالة حرجة

"رعب في الترامواي".. دخان وصراخ جراء تصادم في محطة ستراسبورغ

3
3
3

إيلاف من باريس: في مساءٍ اتسم بالفوضى والرعب، شهدت مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا حادثًا مأساويًا بعد اصطدام بين عربتي ترام في محطة ستراسبورغ-فيل، المحطة الرئيسية التي تعد قلب حركة النقل في المدينة. وأسفر الحادث عن إصابة خمسين شخصًا على الأقل، بينهم خمسة في حالة حرجة، ما أثار حالة من الذعر بين الركاب وأعاد تسليط الضوء على إجراءات السلامة في وسائل النقل العام.

رجال الإطفاء يقومون بتحميل شخص مصاب على نقالة خارج محطة قطار ستراسبورغ بعد حادث اصطدام ترام.رجال الإسعاف يقومون بتحميل مصاب بعد حادث اصطدام ترام في ستراسبورغ

حادث يعمقه الدخان والصراخ
مع وقوع الاصطدام، تحولت المحطة إلى مسرح للهلع، حيث تصاعد الدخان الكثيف في النفق تحت الأرض. أصوات صراخ الركاب اختلطت مع أصوات اصطدام المعادن، بينما هرع المارة إلى كسر أبواب العربات في محاولة يائسة لسحب المصابين وإنقاذهم من العربات المتضررة.
صور ومقاطع فيديو وثّقت المشاهد الفوضوية، حيث بدا الترامان وكأنهما تحولا إلى كتل من الحديد المشوه. إحدى العربات خرجت عن مسارها بالكامل، فيما تعرضت الأخرى لتحطم كبير في مقدمتها ومؤخرتها. روايات شهود العيان كشفت عن لحظات من الرعب، إذ وصف أحدهم المشهد بأنه أشبه بـ"كابوس حيّ"، حيث غطى الدخان المكان وأصبحت عملية التنفس صعبة.
 


اصطدام غير متوقع
تشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث وقع نتيجة تغيير أحد الترامين مساره بشكل غير متوقع، ما أدى إلى اصطدامه بترام آخر كان متوقفًا في المحطة. لحظة الاصطدام كانت مدمرة، حيث كان على متن العربتين ما يقرب من 100 شخص، بينهم ركاب كانوا في طريقهم إلى منازلهم بعد يوم عمل وآخرون متجهون لقضاء أمسياتهم في المدينة. الإصابات تراوحت بين جروح طفيفة وكسور خطيرة، بينما نقل المصابون في حالة حرجة إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج العاجل.

استجابة طارئة وتحقيق شامل
فرق الإطفاء والإنقاذ في منطقة باس-رين هرعت إلى موقع الحادث، حيث تم حشد موارد كبيرة شملت عشرات سيارات الإسعاف وأفراد الإنقاذ. وفي بيان رسمي، أكدت الشرطة أن حركة الترام في المنطقة توقفت تمامًا، ودعت المواطنين إلى الابتعاد عن المناطق المحيطة بالمحطة لتسهيل عمل فرق الطوارئ.

ترافق ذلك مع جهود مكثفة لتحديد أسباب الحادث. رغم استبعاد السلطات في الوقت الراهن أي شبهة عمل متعمد أو انفجار، تم فتح تحقيق شامل يهدف إلى فهم الخطأ الذي أدى إلى هذه الكارثة. البيانات الفنية للترامين، إلى جانب شهادات الركاب وموظفي المحطة، ستكون محورًا رئيسيًا في الكشف عن الملابسات.
 


مدينة تحت الصدمة
في تصريح أعرب فيه عن دعمه للمصابين، قال عضو المجلس البلدي في ستراسبورغ، بيير جاكوبوفيتش: "كل أفكاري مع الضحايا وعائلاتهم. شكرًا لفرق الطوارئ التي قدمت جهودًا استثنائية". لكن الحادث أثار أيضًا تساؤلات واسعة حول سلامة شبكة الترام في المدينة، خصوصًا أن ستراسبورغ تُعد نموذجًا يحتذى به في تشغيل الترام منذ إعادة إطلاق شبكتها عام 1994.

حتى اللحظة، يُعتبر هذا الحادث الأخطر منذ إعادة تشغيل النظام، مما يدفع إلى تساؤلات حول قدرة النظام الحالي على تلبية متطلبات السلامة في ظل تزايد عدد المستخدمين.

المشهد المأساوي ترك المدينة في حالة من الحزن والقلق، حيث ينتظر الجميع الإجابات التي قد يقدمها التحقيق الجاري. في حين أن السلطات تعمل على إعادة تشغيل النظام بأسرع وقت، يبقى هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بأهمية صيانة أنظمة النقل العام وتحديثها بشكل دوري لتفادي كوارث مشابهة في المستقبل.

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار