طهران: رفضت إيران الثلاثاء الدعوات الغربية للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في وقت تسود المخاوف من توسّع الحرب في قطاع غزة الى المنطقة.
وألقت الجمهورية الإسلامية وحلفاؤها باللوم على إسرائيل في مقتل هنية أثناء زيارته للعاصمة الإيرانية لحضور تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان. ولم تعلّق إسرائيل على ذلك.
لكن إيران تعهّدت بالانتقام لمقتل هنية الذي جاء بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر. وتوعّد حزب الله بالردّ.
وتتصاعد الضغوط الدبلوماسية الغربية منذ ذلك الحين في محاولة لتجنيب الشرق الأوسط مزيدا من التصعيد.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني دعوات الغرب، وقال في بيان "الجمهورية الإسلامية مصمّمة على الدفاع عن سيادتها... ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة".
وأضاف أن الطلب الغربي "يفتقر الى المنطق السياسي ويناقض مبادئ وأحكام القانون الدولي ويشكّل دعما علنيا وعمليا" لإسرائيل.
وندّد بإعلان لا يتضمّن "أي مأخذ على الجرائم الدولية التي يرتكبها النظام الصهيوني... ويطلب بوقاحة من إيران عدم الردّ بشكل رادع (على من) انتهك سيادتها".
خفض التصعيد
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك الاثنين إنها حضّت إيران على خفض التصعيد. وقال قادة هذه الدول "دعونا إيران إلى التراجع عن تهديداتها المتواصلة بشنّ هجوم عسكري على إسرائيل وبحثنا العواقب الخطيرة على الأمن الإقليمي في حال تنفيذ هجوم من هذا النوع".
وكان البيت الأبيض حذّر من أن إيران قد تشنّ مع وكلائها "هجمات كبرى" على إسرائيل هذا الأسبوع، لافتا إلى أن إسرائيل لديها تقديرات مماثلة.
وخلال الأيام الأخيرة، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملة طائرات وغواصة مزوّدة بصواريخ إلى المنطقة دعما لإسرائيل.
ودعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أيضا إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، مع ترقّب جولة محادثات صعبة دعت الدول الوسيطة (واشنطن والدوحة والقاهرة) الى عقدها الخميس أملا في التوصل إلى هدنة.
كما دعت الدول الغربية إلى إيصال المساعدات "بدون قيود" إلى قطاع غزة المحاصر والمدمّر بعد عشرة أشهر من الحرب.
واندلعت الحرب إثر هجوم نفّذته حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والهجمات الإسرائيلية الانتقامية في غزة عن مقتل 39897 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع التي تؤكد أن القسم الأكبر من القتلى مدنيون لا سيما من النساء والأطفال، من دون أن تعطي تفاصيل عن القتلى بين المقاتلين.
وقبلت إسرائيل دعوة الوسطاء إلى استئناف المفاوضات هذا الأسبوع بشأن وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن.
ودعت حماس من جهتها الوسطاء الى تنفيذ خطة الهدنة التي عرضها الرئيس جو بايدن في أيار (مايو)، بدلا من إجراء مزيد من المفاوضات، من دون أن توضح ما إذا كانت ستشارك في جلسة الغد التي يفترض أن تعقد في الدوحة أو القاهرة.
ويقول المحلل السياسي اسفنديار باتمانغليدج إن إيران تدرس كيف يمكن أن تردّ على إسرائيل من دون تقويض محادثات وقف إطلاق النار. وأضاف الرئيس التنفيذي لمؤسسة "بورصة وبازار" البحثية لوكالة فرانس برس "السعي المتجدّد لوقف النار يوفّر لإيران مخرجا من هذه الدورة التصعيدية... ما زال المسؤولون الإيرانيون يشعرون بأنهم ملزمون بالردّ على إسرائيل، لكن عليهم القيام بذلك بطريقة لا تعرقل احتمالات عقد اجتماع لوقف إطلاق النار".
اشتباك على الأرض
على الأرض، اشتبك مقاتلون فلسطينيون خلال الليل مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من نتساريم جنوب مدينة غزة، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وقال مسعفون إن شخصا قتل وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمخيم المغازي للاجئين في وسط القطاع ونقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.
في الضفة الغربية المحتلة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت الإثنين بالرصاص طارق زياد عبد الرحيم داود بالقرب من بلدة عزون شرق قلقيلية في شمال الضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قُتل بعد إطلاق النار على مدني إسرائيلي. ونشرت حماس بيانا تنعي فيه طارق داود الذي قالت إنه كان عضوا في كتائب القسام.
وقال نادي الأسير الفلسطيني الثلاثاء إن الشاب البالغ من العمر 18 عاما خرج من السجن في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في غزة وأطلق خلالها سراح عشرات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة.
وقتل فلسطيني فجر الثلاثاء برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية في مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية فجّر خلالها شقتين سكنيتين لفلسطينيين يتهمهما بمهاجمة مركبة إسرائيلية.