: آخر تحديث
غرفة مشتركة في بيروت ونصر الله ضابط الكل

يموت "محور المقاومة".. لتحيا إيران!

29
28
27

إيلاف من بيروت: منحت حرب غزة إيران الفرصة لاستعراض قدرات الميليشيات المتحالفة معها، ما يدل على نفوذ استراتيجي يسمح لطهران بالبقاء على مسافة بعيدة من ساحات القتال. فالحوثيون في اليمن يستهدفون السفن في البحر الأحمر، وتقصف كتائب حزب الله وجماعات عراقية أخرى قواعد أميركية في العراق وسوريا، ويشتبك حزب الله اللبناني يوميًا مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

ربما تبدو هذه الهجمات عشوائية، "لكنها ثمرة استراتيجية محسوبة بعناية تم صياغتها في أعقاب مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في عام 2020، لتحقيق التماسك ضمن تحالف الميليشيات الذي تسميه طهران محور المقاومة"، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

تضيف: "على الرغم من أن المجموعتين تبدوان غير مرتبطتين – منظمة متمردة في اليمن وحزب ينتهج حرب العصابات في لبنان، يقول المحللون إن ثمة قاسم مشترك بين هاتين الجماعتين والميليشيات التي تم تشكيلها لمحاربة القوات الأميركية في العراق، هو الولاء لإيران التي تسلحهم وتمولهم وتلهمهم، وهم يشكلون، إلى جانب حماس، المكونات الأساسية لمحور المقاومة".

غرفة بيروت
يصف المحللون مستوى التنسيق بين هذه الجماعات بعبارة "لم يسبق له مثيل"، فثمة غرفة عمليات مشتركة تجتمع بانتظام في بيروت عادة، لكن ليس دائمًا. تضيف الصحيفة: "لا توجد مجموعة واحدة تسيطر على المنطقة، فلكل من هذه الجماعات درجة من الاستقلالية في ما يتعلق بالهجمات التي يجب تنفيذها في منطقتها ومتى، وفقًا لقدراتها وأجنداتها المحلية". 

تولى الحوثيون، على سبيل المثال، مهمة مهاجمة السفن بهدف الضغط على المجتمع الدولي لمطالبة إسرائيل بتبني وقف لإطلاق النار في غزة، فيما تستهدف الجماعات العراقية القواعد الأميركية ردا على دعم إدارة بايدن لإسرائيل، ويطلق حزب الله النار على إسرائيل لإشغال القوات الإسرائيلية عن جبهة غزة. لكن، "يتم ضبط هذه العمليات بوتيرة تمنع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً، ما يشير إلى أنه في حين تتمتع الميليشيات بالحكم الذاتي في العمليات الفردية، فإن أفعالها مصممة كي لا تتعارض مع أهداف إيران الاستراتيجية". 

وتنقل الصحيفة الأميركية عن مسؤول في كتائب حزب الله العراقي، قوله: "تستفيد كل جبهة من الناحية الاستراتيجية"، مضيفًا، شرط عدم الكشف عن هويته: "إيران تقدم كل أنواع الدعم، لكن عندما يتعلق الأمر بالقرارات والإجراءات على الأرض.. القرار في أيدينا".

نصر الله ضابط الإيقاع
يؤدي زعيم حزب الله حسن نصر الله دورًا رائدًا في تعزيز هذه المحور، باعتباره الشخصية الأبرز التي تقود أقدم المجموعات وأكثرها نجاحًا والأكثر صلابة في القتال.

ترك مقتل سليماني قيادة المحور في حالة من الفوضى، واندلعت الخصومات بين الميليشيات العراقية، فتدخل نصر الله للتوسط وبدأ بتنفيذ استراتيجية جديدة أسماها "وحدة الجبهات"، فتعهدت جميع المجموعات بالتحرك في مناطقها في حال تعرض أي منها لهجوم، وكانت حرب غزة هي أول تجربة لهذه السياسة. تقول الصحيفة: "يبدو نصر الله الأول بين متساوين. فعندما ألقى أول خطاب علني له بعد اندلاع حرب غزة، تجمعت الميليشيات العراقية في ساحة التحرير ببغداد لمشاهدة الخطاب مباشرة على شاشات عملاقة". ويقول المسؤول في كتائب حزب الله: "نعتبر نصر الله الناطق الرسمي باسم المقاومة".

يحضر أحد مسؤولي الحرس الثوري الإيراني معظم اجتماعات غرفة العمليات المشتركة، وفقًا لشخص مرتبط بحزب الله ومطلع على الإجراءات. لكن نصر الدين عامر، المتحدث باسم الحوثيين في صنعاء والذي يرأس وكالة سبأ للأنباء، قال إن إيران لا تلعب دورًا قياديًا في هذه الغرفة. ويبدو أن هذه الاستراتيجية تعمل جيدًا من وجهة نظر إيران، إذ تمكنت من تأكيد نفوذها الإقليمي بهجمات متفرقة من دون إثارة حريق كبير يعرض حلفاءها للخطر، وربما يجرها مباشرة إلى القتال.

إن الحرب الشاملة تضع استراتيجية إيران في حالة من الفوضى. لكن مسؤولي الميليشيا الموالية لإيران يقولون إنهم واثقون من أن هجماتهم توفر ردعًا كافيًا لإسرائيل والولايات المتحدة، من دون الحاجة إلى تصعيد يتجاوز المستوى الحالي للصراع.

المصدر: "واشنطن بوست"


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار