تعمل الولايات المتحدة على تكثيف المشورة العسكرية المباشرة التي تقدمها لأوكرانيا، حيث أرسلت جنرالاً رفيع المستوى إلى كييف لقضاء وقت طويل في الميدان
إيلاف من دبي: بعد توتر على خط كييف – واشنطن، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة الاثنين لعقد اجتماعات تم ترتيبها على عجل مع الرئيس جو بايدن والكونغرس، لمناقشة سبل المضي قدمًا في دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وبحسب "نيويورك تايمز" الأميركية، جاءت النكسات التي تعرضت لها أوكرانيا مع تأكل الدعم الجمهوري لاستمرار المساعدات المالية الأميركية لكييف، حتى أن بعض المسؤولين الأميركيين أعربوا عن مخاوفهم من أنه إذا وصلت الحرب إلى طريق مسدود، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف ينتصر. فموسكو تملك الآن المزيد من القوات والذخيرة والصواريخ، وزادت من تفوقها في القوة النارية بأسطول من الطائرات بدون طيار في ساحة المعركة أتت من إيران وفقًا لمسؤولين أميركيين.
لهذا، تعمل الولايات المتحدة على تكثيف المشورة العسكرية المباشرة التي تقدمها لأوكرانيا، حيث أرسلت جنرالاً رفيع المستوى إلى كييف لقضاء وقت طويل في الميدان. ويقول ضباط أميركيون وأوكرانيون إنهم يأملون في وضع تفاصيل استراتيجية جديدة لسلسلة من المناورات الحربية تركز على السيطرة على الأراضي التي تحكها أوكرانيا، والحفر وتعزيز الإمدادات والقوات على مدار العام.
دور أكبر
وفقًا للتقرير في "نيويورك تايمز"، يتولى الجنرال كريستوفر جي كافولي، القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، دوراً أكبر في التنسيق مع المسؤولين الأوكرانيين، وقرر البنتاغون إرسال اللفتنانت جنرال أنطونيو أ. أغوتو جونيور، الذي يقود دعم أوكرانيا من قاعدة في ألمانيا، لقضاء فترات طويلة من الوقت في كييف، وهو سيعمل بشكل مباشر أكثر مع القيادة العسكرية الأوكرانية.
أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الملايين لإرسال دبابات ومركبات مدرعة أخرى إلى أوكرانيا ولتدريب الوحدات المشكلة حديثًا على التكتيكات العسكرية المتقدمة. لكن، على الرغم من تقدم أوكرانيا خلال الصيف وحتى الخريف، تمكنت القوات الروسية إلى حد كبير من الاحتفاظ بنحومن 20 في المئة من مساحة البلاد.
على مدار ثلاثة أشهر، قام أفراد عسكريون أميركيون وحلفاؤهم بتدريب الألوية التسعة التي تضم 36 ألف جندي أوكراني، على أساسيات حرب المناورة. وكانت النظرية التي طرحها الاستراتيجيون الأميركيون هي أن القوة الثقيلة قادرة على اختراق الخطوط الروسية واستعادة الساحل الجنوبي الشرقي لأوكرانيا. لكن، تحصن الروس واستعدوا للمعركة. ولم يدرك الاستراتيجيون الأميركيون والأوكرانيون في البداية مدى تعزيز الروس دفاعاتهم. فتدربت القوات الأوكرانية في ألمانيا على اختراق دفاعات أقل قوة كثيرًا مما واجهوه.
مواصلة الهجوم
يريد الأوكرانيون مواصلة الهجوم، سواء على الأرض أو بضربات بعيدة المدى، على أمل جذب انتباه العالم. لكن المخاطر كبيرة. ومن دون استراتيجية جديدة وتمويل إضافي، يقول المسؤولون الأميركيون إن أوكرانيا قد تخسر الحرب. وبحسب هؤلاء، يراهن بوتين على تضاؤل الدعم الأميركي، مشيرين إلى تصريحاته الأخيرة التي قال فيها: "إذا نفدت الذخيرة التي يوفرها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، فإن روسيا تنتصر خلال أيام".
قدمت الولايات المتحدة دعما عسكريا واقتصاديا واسعا لأوكرانيا، يقدر بأكثر من 111 مليار دولار على مدى العامين الماضيين. لكن عددا كبيرا من الجمهوريين يقولون الآن إنهم يعارضون المزيد من الإنفاق، ويطالب آخرون برؤية استراتيجية جديدة قبل التصويت لصالح توفير أي أموال إضافية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين قولهم إن القادة الأوكرانيين لا يدركون مدى خطورة التمويل الأميركي المستمر للحرب، فلهؤلاء الجنرالات توقعات غير واقعية بشأن ما ستقدمه الولايات المتحدة، إذ يطلبون ملايين القذائف المدفعية من مخزونات غربية غير موجودة، وعلى أوكرانيا القتال بميزانية أقل.
يريد البعض في الجيش الأميركي أن تتبع أوكرانيا استراتيجية "السيطرة والبناء" للتركيز على التحكم بالأراضي التي تسيطر عليها وبناء قدرتها على إنتاج الأسلحة خلال عام 2024. وتعتقد الولايات المتحدة أن الاستراتيجية ستحسن الاكتفاء الذاتي لأوكرانيا وتجعل كييف في وضع يمكنها من صد أي حملة روسية جديدة.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز" الأميركية