واكبت صحيفة نيويورك تايمز وصول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقريرٍ حول وضع العراق السياسي والاقتصادي الحالي، مسلّطة الضوء على أبرز الملفات المتوقع ان يطرحها في كلمته المرتقبة هناك.
وذكرت الصحيفة الأميركية ان السوداني يأمل في إقناع العالم بأنه قادر على حلّ مشاكل البلاد المزمنة، المتمثلة في الفساد وعدم الاستقرار السياسي، وجعل العراق شريكًا يمكن الاعتماد عليه من الأمم المتحدة.
وجاء في المقال الذي كتبته مراسلة الصحيفة اليسا روبين من بغداد ان "السوادني يُعَد من نتاج مؤسسات الدولة، وهو يتفهم المواطنين وأولوياتهم". مشيرةً إلى أنه "من الجيل الثاني من سياسيي حقبة ما بعد نظام صدّام، وهم الأقرب إلى الناس ويفهمون أن الشارع يريد التغيير".
وأضافت الكاتبة في مقالها: "محمد شياع السوداني هو أول زعيم عراقي، منذ عام 2003، قضى حياته كلها داخل العراق، ولم يغادره مطلقاً، على الرغم من أن صدام حسين أمر بإعدام والده وبعض اقاربه الاخرين".
تابعت: "لقد تمكن السوداني من كسب تأييد العراقيين من جميع الأطياف السياسية تقريبًا، فالذين يتعاملون معه يصفونه بأنه واضح وجاد وعملي".
توقعات
وتوقعت الصحيفة الأميركية ان يسعى السوداني في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب المساعدة من المجتمع الدولي لدعم العراق في مواجهة تحدي التغيّر البيئي الشديد الذي يسبب الجفاف والتصحر. مشيرةً إلى أن "العراق يُعدّ من اكثر الدول في العالم تاثرًا بالجفاف. وهو ما دفع المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الى اعتبار "ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في العراق بمثابة إنذار للعالم أجمع، وإشارة إلى أن حقبة الغليان العالمي قد حلّت".
استثمارات
وتابعت "الصحيفة": "على الصعيد الاقتصادي يسعى السوداني إلى فتح المزيد من الاستثمارات من أوروبا والولايات المتحدة، وتعزيز الجهود مع الدول العربية للمساعدة في بناء البنية التحتية لإنتاج الغاز الطبيعي. فهو يتفهّم مشكلة الطاقة ويهدف إلى جعل العراق أكثر قدرةً على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، لأنه لا يمكن الاعتماد على الغاز المستورد إلى الأبد. كما أنه يسعى جاهدًا منذ تولى المسؤولية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لانجاز العديد من المشاريع المتلكئة في مجال الطاقة، مؤكدًا على ان العراق سيتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجات الغاز، بل وتصديره خلال ثلاث الى خمس سنوات".
وترى "الصحيفة" في تقريرها أن جدية عمل حكومة السوداني تظهر من خلال الخطوات الأخيرة التي اتخذتها عبر الاستثمار في مجال الطاقة، وأبرزها إتمام صفقة توتال إنرجيز الفرنسية في مشروع نمو الغاز المتكامل بعد سنتين من التوقف.
وكانت الحكومة العراقية برئاسة السوداني قد سارعت في توقيع الجولة الخامسة لتطوير الحقول الحدودية بعد تأخر بلغ خمسة أعوام، في محاولة منها للحد من الخسائر الناجمة عن حرق الغاز واستيراده، والتي تبلغ وفقا لرئيس الوزراء 12 مليار دولار سنويًا.
محاربة الفساد
وأضاء "التقرير" على اهتمام السوداني في معالجة مسألة الإحباط الذي يشعر به الشباب العراقي، في محاولة الحصول على وظائف حكومية. مشيرًا إلى واقعية أدائه بخصوص مكافحة الفساد، بكونه لا يدعي أنه سيقضي على الفساد، بل يؤكد أن المهم هو توافر الإرادة الحقيقية وعدم التردد في محاسبة المتورطين بالفساد أيا كانت مناصبهم او نفوذهم.
وهو ما أثبته من خلال النشرة الحمراء التي أصدرتها السلطات العراقية للانتربول بخصوص رئيس جهاز المخابرات سابقًا ووزير المالية للحكومة السابقة ومدير مكتب رئيس الوزراء السابق.
الأمن.. والسياحة الدينية
وتوقف التقرير عند تصريح السوداني حول قدرة العراق على اجتذاب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية، حيث اكد خلال مقابلته مع "الصحيفة"، على ان العراق تمكن من استيعاب ملايين الحجاج الذين يأتون من جميع أنحاء العالم إلى الأماكن الدينية، مشيرًا لإعادة فتح سفارة النمسا مؤخرًا، وإلى مشاركة قطر بمشروع توتال انيزجيز الفرنسية للطاقة.
وعن حادثة خطف الباحثة الروسية الإسرائيلية، إليزابيث تسوركوف، في مارس(آذار) الماضي، قال السوداني: لم تُعلِن أي مجموعة رسميًا مسؤوليتها حتى الآن عن خطفها، ولم تُحدّد معلومات أجهزة الأمن العراقية أي مجموعة معينة.
ورأى ان الحادث يضرّ بسمعة استقرار العراق وقدرة اجهزته الأمنية على كشف ملابسات الحادث. معتبرًا هذا الأمر "بالغ الأهمية في تأثيره على المخططات الهادفة لتحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية".