إيلاف من لندن: كشف رئيس الوزراء العراقي عن تسلم حكومته لمذكرة تفاهم من البنتاغون حول علاقة بلاده بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مشيرًا إلى أن وزارتي الخارجية العراقية والاميركية تُعدان لزيارته إلى واشنطن تلبيةً لدعوة بايدن.
وأضاف السوداني في مقابلة مع شبكة "سي أن أن " الأميركية ووزع مضمونها مكتبه الاعلامي اليوم، وتابعته "ايلاف": "يجب مناقشة وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تتضمن ملفات اقتصادية وتعليمية وثقافية وأمنية، حيث توجد رغبة جادة بتطوير العلاقة الثنائية في المجالات الأخرى.
مذكرة تفاهم مع البنتاغون
وشدد السوداني على ان العراق لا يحتاج اليوم إلى قوات قتالية سواء من الولايات المتحدة أو من باقي دول التحالف الدولي اذ ان القوات الأمنية العراقية وصلت إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية والإمكانية، وداعش لم تعد سوى مجاميع مطاردَة في الصحراء أو الكهوف ولا تشكل تهديداً للعراق.
واعتبر ان "الواقع الجديد يقوم على أساس التعاون في مجالات محددة مع التحالف الدولي"، مبينا ان حكومته تسلّمت مسودة لمذكرة تفاهم من وزارة الدفاع الأميركية، هي الآن قيد الدراسة من قبل وزارة الدفاع العراقية تتعلق بشكل العلاقة بين العراق والتحالف الدولي. وقال: "ما يهمنا هو استمرار الاستقرار الأمني في العراق وهو يحصل لأول مرة بفضل الحكومة والقوى السياسية التي شكلتها".
واضاف ان العراق بلد مؤثر في سوق الطاقة، وهناك فرص كثيرة لعمل الشركات الأميركية في مختلف قطاعاته.
رفض الاعتداءات الايرانية والتركية
وشدد السوداني على رفض أي اعتداء على الحدود العراقية، من الجانب التركي أو الإيراني .. مؤكدا ان "السيادة العراقية غير خاضعة لأي مجاملة".
وشدد بالقول "ملتزمون بعدم السماح لأي مجاميع مسلحة باستغلال وجودها على الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار" في اشارة الى المعارضين الاتراك والايرانيين الاكراد وقواعدهم العسكري في شمال العراق على حدود البلدين.
واوضح ان سلطات بلاده تعمل على تشكيل لجان أمنية مع تركيا وإيران، وتحديد نقاط والتزامات مهمة جرى تنفيذها وهو ما سيعزز الاستقرار على الحدود.
وقال: نجري حاليًا مباحثات مع الأتراك، وأكدنا موقفنا الرسمي برفض الاعتداءات ومعالجة أي ملاحظات أمنية، من خلال اللجان المشتركة والحوار.
أما بالنسبة لايران، فقد اشار السوداني إلى ان "إيران دولة جارة وهناك مشتركات كثيرة بيننا، وهي دولة داعمة للعملية السياسية بالعراق، وفي مكافحة الإرهاب والحرب ضد داعش.. ونوه الى ان علاقات العراق مع الدول كافة تخضع لمعيار المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
دعم التقارب العربي الايراني
واضاف السوداني "يهمنا تقارب وجهات النظر بين إيران وأشقائنا العرب، بالشكل الذي يسهم في تعزيز استقرار المنطقة ونعمل على هذا الأمر وجهودنا مستمرة مع السعودية".
وشدد بالقول "نمتلك قرارنا الوطني الذي يستند إلى المصلحة الوطنية، ولا نخضع لرغبات الآخرين، ونتحدث بصراحة مع الجميع في حال المساس بسيادة العراق."
الغاز العراقي لتوليد الطاقة
واشار الى ان العراق سيعتمد خلال سنتين على الغاز العراقي لتشغيل محطات الكهرباء بدلا من استيراده من الخارج.
وقال "نمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والمصاحب، وخطتنا الاقتصادية تصبّ في جعل العراق بلدًا فاعلاً في سوق الطاقة العالمي، حيث نعمل على تنويع مصادر اقتصادنا، واستثمار الغاز، والإيرادات المالية؛ لتفعيل القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية".
واضاف "لدينا إمكانية لزيادة إنتاج النفط، لكنّ هذا يخضع لسياسة مدروسة داخل العراق ومع الاشقاء والأصدقاء في منظمة أوبك. كما نعمل على تغيير الصورة النمطية في استغلال الثروة في العراق، والذهاب إلى الاستثمار الأمثل للنفط وعائداته في تطوير القطاعات المهمة".
واعتبر ان التعاون مع الدول المتقدمة ومع الولايات المتحدة كشريك استراتيجي للعراق سوف يسهم في إنجاح هذا التحول الاقتصادي.
الفساد تحد حقيقي
وعن مشكلة الفساد التي يعاني منها العراق فقد اعتبر السوداني انها "تحدٍّ حقيقي يواجه الدولة العراقية ونعمل على استهدافه وفق إجراءات قانونية".
واكد حاجة بلاده إلى دعم الأصدقاء في محاربة الفساد واسترداد الأموال والمطلوبين الذين يستغلون جنسياتهم الثانية، وقال: "على المجتمع الدولي دعم العراق في هذا المسعى".
التهديد المناخي
وفيما يخص التغيّرات المناخية، فقد اعتر السوداني انها تمثل تهديدًا وجودياً للعراق.. مبينا "اعتمدنا استراتيجية وطنية لمكافحة التلوّث، تمتدّ لعام 2035 كما شخّصنا أهمية معالجة المؤثرات، بدءًا من استثمار الغاز الذي يحرق، وصولاً إلى الطاقة المتجددة".
واستدرك بالقول"نحتاج إلى دعم المجتمع الدولي في مكافحة آثار التغيرات المناخية، ولم نجد أيّ أثر لعمل المؤسسات الدولية المعنية بهذه المسؤولية".. منوها الى ان "شحة المياه تؤثر بشكل كبير في الأهوار العراقية وانخفاض منسوب المياه في نهرين كبيرين مثل دجلة والفرات.
ونوه رئيس الوزراء العراقي الى انه سيدعو من خلال منبر الأمم المتحدة، إلى "تشكيل تكتل دولي لدول المنطقة، العراق وإيران ودول مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة آثار التغيرات المناخية".
الاسرائيلية المختطفة في العراق
وحول الباحثة الاسرائلية إليزابيث تسوركوف التي دخلت العراق بجواز سفر روسي وتم اختطافها هناك في نيسان ابريل 2023، فقد اكد السوداني ان "أجهزتنا الأمنية معنية بضمان الأمن لكل الوافدين إلى العراق، والسيدة التي دخلت العراق بجواز سفر روسي اختفت قبل شهور ونتابع عملية الاختفاء ونحن جادون في كشف مصيرها، ولن نتساهل مع هذا الأمر".
ونوه السوداني الى ان العراق يحتضن الوفود السياحية والشركات الأجنبية، ومسألة الأمن تشكل أولوية ولا يمكن التساهل بشأنها.
يشار الى ان السوداني يترأس في نيويورك حاليا وفد رسميًا عراقيا يشارك في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة هناك.
وكان وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن قد نقل الى السوداني خلال اجتماعه به في نيويورك الاربعاء الماضي دعوة من الرئيس جوزيف بايدن لزيارة البيت الأبيض من أجل المزيد من التباحث في العلاقات بين البلدين.