: آخر تحديث
في مؤشر على الانقسام العميق بين يريفان وموسكو

أرمينيا تستضيف تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات أميركية

38
39
30

يريفان: بدأت الإثنين في أرمينيا مناورات مشتركة تستضيفها يريفان مع قوات حفظ السلام الأميركية، في أحدث مؤشر على الانقسامات العميقة بين هذا البلد، الحليف التقليدي لموسكو، وروسيا، في خضم الحرب الأوكرانية.

وتهدف تدريبات "إيغل بارتنر 2023" التي تقام في الفترة من 11 إلى 20 ايلول/ سبتمبر، إلى "زيادة مستوى قابلية التشغيل البيني" بين القوات الأرمينية والأميركية في مهام حفظ السلام الدولية.

وقال متحدث عسكري أميركي لشؤون أوروبا وإفريقيا لوكالة فرانس برس بعد ظهر الاثنين "نؤكد أن حفل افتتاح التدريبات قد بدأ".

وبحسب واشنطن، فإن "نحو 85 جندياً أميركياً سيتدربون إلى جانب حوالى 175 جندياً أرمينياً" في مركزي "زار" و"أرمافير" للتدريب الواقعين بالقرب من يريفان.

وتنظر موسكو باستياء إلى هذه المناورات، واستدعت الجمعة سفير أرمينيا منددة بـ"الإجراءات غير الودّية".

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد أن روسيا لا ترى "شيئا جيدا في محاولات دولة عدوانية عضو في حلف شمال الأطلسي للتوغل في القوقاز".

بيسكوف
والاثنين، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن مثل هذا التقارب بين يريفان وواشنطن "يتطلب تحليلاً عميقاً للغاية"، مؤكداً أن روسيا تريد مواصلة "الحوار الوثيق مع الجانب الأرميني".

لكن الاستياء يهيمن في يريفان بسبب عدم قدرة روسيا على دعم أرمينيا ضد أذربيجان، وعدم مشاركة قوات حفظ السلام الروسية في النزاع بين الجارتين.

وخاضت الدولتان القوقازيتان المتنافستان حربين من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها منذ عقود.

وتصاعدت التوترات في مطلع تموز/يوليو بعدما أغلقت أذربيجان بذرائع مختلفة ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بناغورني قره باغ، مما تسبب في نقص كبير في الامدادات.

وقد فشلت روسيا، التي لديها وحدة من قوات حفظ السلام في الموقع، في احتواء الأزمة واتهمتها أرمينيا بالتقاعس في مناسبات عدة.

أعلن الهلال الأحمر الأذربيجاني الاثنين أن المحادثات جارية للسماح بمرور شاحنة روسية محملة بالمساعدات الإنسانية إلى اقليم ناغورني قره باغ الانفصالي.

قال جيهون ميرزاييف، الأمين العام للهلال الأحمر الأذربيجاني، لوكالة فرانس برس إن شاحنة المساعدات عالقة حاليا في بلدة باردا الأذربيجانية و"المحادثات جارية حتى تتمكن من الوصول إلى قره باغ".

ولم يحدد سبب عدم تمكن الشاحنة الروسية من دخول الجيب.

وقال النائب الأرمني تيغران أبراهاميان السبت إن السلطات الانفصالية في ناغورني قره باغ رفضت السماح بمرور المساعدات عبر طريق أغدام، وعزى ذلك إلى شروط جديدة طرحتها أذربيجان دون أن يحدد ماهيتها.

ورفضت باكو هذا الاتهام، مؤكدة أن ناغورني قره باغ يمكن أن يتلقى كل المساعدات اللازمة عبر طريق أغدام، لكن السلطات الانفصالية رفضت ذلك.

ودعت واشنطن الأحد إلى إعادة فتح الطريقين "فورا"، معربة عن "قلقها البالغ" بشأن "التدهور السريع للوضع الإنساني" في الاقليم.

وقالت مريم أناهاميان (27 عاما) المقيمة في يريفان لوكالة فرانس برس "بتعليق آمالها على الروس، خسرت أرمينيا، بالنظر إلى ما يحدث لنا. فلنحاول الآن مع الأميركيين".

واعتبر آرثر خاتشادوريان، وهو حارس أمن يبلغ 51 عاماً، "أن روسيا لم توف بالتزاماتها خلال الحرب، بل إنها أدت إلى تفاقم وضعنا".

ويرى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن موسكو "إما عاجزة عن السيطرة على ممر لاتشين وإما انها لا تريد ذلك".

وفي ما يعد تحولا كبيرا في السياسة الخارجية، قال باشينيان أيضًا إن اعتماد يريفان طويل الأمد على روسيا لضمان أمن البلاد كان "خطأ استراتيجيًا".

وكانت زوجته في كييف الأسبوع الماضي لحضور اجتماع للسيدات والسادة الأوائل نظمته زوجة فولوديمير زيلينسكي حول القضايا الإنسانية.

وقال المحلل المستقل أركادي دوبنوف إن "الأرمن مستاؤون من روسيا التي فشلت في مساعدتهم خلال حرب قره باغ وفي التعامل مع عواقبها" مضيفًا أن موسكو "يبدو أنها أيضًا تفتقر إلى خطة واضحة ولاستراتيجية في القوقاز".

وأشار إلى أن روسيا الغارقة في حربها في أوكرانيا والمعزولة على الساحة الدولية "تفقد بسرعة نفوذها" في المناطق التي كانت خاضعة للنفوذ السوفياتي.

وانتهت الحرب الأخيرة بين باكو ويريفان، في عام 2020، بهزيمة أرمينيا التي اضطرت إلى التنازل عن أراض لأذربيجان في ناغورني قره باغ وحولها.

وإذ تفاوضت روسيا على وقف إطلاق النار في خريف عام 2020 ونشرت قوات حفظ السلام التابعة لها في ناغورني قره باغ، إلا أن تأثيرها على طرفي النزاع في تراجع.

وهكذا فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نفسيهما كوسيطين بين العدوين اللدودين في القوقاز، وإن لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن.

وأكد بيسكوف الاثنين أن موسكو لم تتلق "أي إشارة رسمية" من يريفان للانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري ترأسه روسيا.

وتحظى أذربيجان الناطقة باللغة التركية، والتي يتجاوز إنفاقها العسكري إجمالي ميزانية أرمينيا، بفضل عائداتها النفطية، بدعم حليفتها تركيا.

وأكد دوبنوف أن "الكرملين لا يملك الموارد ولا الإرادة لمساعدة أرمينيا، ويترك أذربيجان وتركيا تواصلان تحقيق أهدافهما".

ويؤكد في هذا السياق أن "أرمينيا تحاول الآن بناء تحالفات قوية جديدة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار