: آخر تحديث

ماذا وراء حملة حماس الإعلامية ضد السلطة الفلسطينية؟

64
66
59

مرة أخرى يطفو الخلاف بين قطبي المقاومة الفلسطينية فتح وحماس على السطح من جديد، بعد نشر وكالة شهاب التابعة لـ حماس تسجيلا صوتيا منسوبا لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ينتقد فيه الأخير الرئيس أبو مازن.

وسارعت المواقع التابعة لحركة حماس لتلقف التسريبات ونشرها دون التأكد من صحتها، في خطوة قد تبشر بعودة القطيعة بين فتح وحماس، رغم جهود المصالحة التي قادتها الجزائر منذ أشهر قليلة.

وأكد عضو اللجنتين المركزية لحركة "فتح" وتنفيذية منظمة التحرير حسين الشيخ على أن تلك التسريبات مفبركة ولا أساس لها من الصحة، موضحا قوة علاقته بالرئيس أبو مازن.

وقال الشيخ: "هذه التسجيلات الصوتية المفبركة تأتي لضرب النسيج الداخلي الوطني الفلسطيني، ونحن أكبر من ذلك بكثير، ولا أريد التعليق على هذا الأمر".

ومن يراقب الوضع الفلسطيني جيدا سيتذكر إن تلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها نشر تسريبات مفبركة لتشويه السلطة في رام الله، حيث قادت حماس عبر أذرعها الإعلامية المختلفة حملات ضد قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وكوادر السلطة، وذلك لم يكن صدفة بل جاء ذلك لصنع حاضنة شعبية في الشارع الفلسطيني للسيطرة على الرأي العام بالضفة.

ولو رجعنا للوراء قليلا سنتذكر تصريحات اللواء توفيق الطيراوي الذي كان نفسه أحد ضحايا تلك التسريبات المفبركة، والذي حذر أكثر من مرة من خطوات الانقلاب الناعم التي تنتهجها حركة حماس في الضفة، والتي تعمق الانقسام الفلسطيني.

وكان قد صرح الطيراوي حينها في التلفزيون الفلسطيني، قائلا: "أن حماس تخطط لانقلاب الناعم في الضفة الغربية، ففي غزة عملت حماس على انقلاب عسكري، بينما كان صعب عليهم تكرار ما حدث في غزة بالضفة بسبب الجغرافيا".

حقيقة الأمر تواجه القضية الفلسطينية هذه الأيام جملة من التحديات الضخمة لاسيما في ظل توجه إدارة الرئيس أبو مازن الى تدويل القضية، بعد التوجه لمحكمة العدل الدولية الى جانب عودة بنيامين نتنياهو الى سدة الحكم، ما يقتضي وحدة الصف الفلسطيني دون أي تلكع، وهو الأمر الذي لم تستوعبه بعض قيادات حماس التي تدور تصرفاتها وتحركاتها حسب أجندات خارجية وتوجيهات من دول إقليمية.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي