طهران: أكدت إيران الأربعاء أن على الولايات المتحدة أن تظهر "بشكل عملي"، رغبتها في إحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وذلك غداة إعلان أوروبي عن طرح مسودة تفاهم بين الطرفين.
وكشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، منسق المباحثات المعلّقة منذ أشهر لإحياء اتفاق العام 2015، الثلاثاء أنه قدم مسودة تسوية، داعيا طهران وواشنطن الى قبولها لتجنب "أزمة خطيرة".
وخلال اتصال بنظيره الأوروبي، أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان أن "إيران ترحب باستمرار مسار الدبلوماسية والتفاوض"، وذلك وفق بيان أصدرته الوزارة في طهران.
وأشار الى أن الولايات المتحدة "دائما ما تشدد على أنها تريد اتفاقا، لذا يجب أن نرى هذه المقاربة في نص الاتفاق وبشكل عملي".
اتفاق 2015
أتاح اتفاق 2015 بين طهران وكل من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو وبكين، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
الا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها بموجبه.
وبدأت إيران والقوى المنضوية في الاتفاق مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021 في فيينا، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.
وعلى رغم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، علّقت المباحثات في آذار/مارس الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن لم يتمكن المعنيون من ردم الهوة بشأنها بعد.
وأجرى الجانبان في أواخر حزيران/يونيو، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.
وفي حين تشدد الدول الغربية على ضرورة عودة طهران للامتثال لالتزاماتها وخفض تسارع برنامجها في أعقاب الانسحاب الأميركي، تؤكد طهران أولوية تحقيق الفوائد الاقتصادية الكاملة من إحياء الاتفاق وضمان عدم نكث الولايات المتحدة بتعهداتها.
بوريل
وكتب بوريل في مقال نشرته صحيفة "فايننشل تايمز" أن الطرح الذي عرضه "ليس اتفاقا مثاليا"، لكنه "يمثل أفضل اتفاق أعتبره ممكنا، بصفتي وسيطا في المفاوضات".
وأشار إلى أن الحل المقترح "يتناول كل العناصر الأساسية ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة".
وحذّر من أنه في حالة الرفض "فنحن نجازف بحدوث أزمة نووية خطيرة".
ويتناول الحل الوسط الذي طرحه "بالتفصيل" رفع العقوبات المفروضة على إيران والتدابير النووية اللازمة لإحياء الاتفاق الذي يعرف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وخلال اتصالهما، كرر أمير عبداللهيان لبوريل "تصميم حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التوصل الى اتفاق جيد، صلب، ومستدام".
وجدد التأكيد أنه "في حال أقدمت الولايات المتحدة على خطوة واقعية نحو ايجاد حل والتوصل لاتفاق، سيكون اتفاق جيد متوافرا لكل الأطراف".