موسكو: أعلنت موسكو الأربعاء طرد عشرات الدبلوماسيين الفرنسيين والإيطاليين والإسبان ردا على خطوة مماثلة شملت طرد دبلوماسيين روس في إطار تحرك أوروبي مشترك بمواجهة الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ومن المقرر أن يغادر 34 دبلوماسيّا فرنسيّا روسيا في غضون أسبوعين، في حين أمام 27 دبلوماسيّا إسبانيّا "متعاونين مع السفارة الإسبانية في موسكو والقنصلية العامة الإسبانية في سان بطرسبرغ" (شمال غرب)، سبعة أيام لمغادرة البلاد، بينما أمام 24 دبلوماسيّا إيطاليّا ثمانية أيام للمغادرة، كما أوضحت وزارة الخارجية الروسية.
سي بي سي الكندية
كما أعلنت روسيا الأربعاء إغلاق مكتب "سي بي سي" الكندية في موسكو وإلغاء اعتمادات وتأشيرات الصحافيين التابعين لها ردا على حظر بث قنوات من مجموعة "آر تي" الروسية في كندا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إحاطة أسبوعية إن "قناة سي بي سي تحولت إلى بوق للدعاية المعادية لروسيا".
وانتقد رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو القرار الروسي قائلا إن "الصحافة المسؤولة التي تتشارك ما يحدث بالفعل مع المواطنين تشكل تهديدا عميقا لفلاديمير بوتين".
وأضاف في تغريدة على تويتر أن هذه الخطوة "غير مقبولة" وأن الصحافيين يجب أن يكونوا "بمنأى عن الرقابة والترهيب والتدخل".
وأعلنت فرنسا في نيسان/أبريل طرد 41 دبلوماسيا روسيا كانوا يقومون بحسب ما أكدت، بنشاطات تجسس موضحة أن القرار يندرج في إطار "مساع اوروبية".
الخارجية الفرنسية
ونددت وزارة الخارجية الفرنسية من باريس الأربعاء بقرار طرد الدبلوماسيين الفرنسيين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان "يقدم الجانب الروسي هذا القرار على انه رد على قرارات فرنسا" المتخذة في نيسان/أبريل عندما طرد "عشرات من العملاء الروس" الذين يشتبه في أنهم جواسيس. وأضافت "عمل الدبلوماسيين والموظفين في سفارتنا في روسيا يندرج بخلاف ذلك، بالكامل في إطار اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية".
وأضافت أن السفير الفرنسي في موسكو بيار ليفي استدعي إلى الوزارة الأربعاء وسلم مذكرة تفيد ان "34 موظفا في البعثات الدبلوماسية الفرنسية في روسيا اعتبروا أشخاصا غير مرغوب فيهم".
وطردت دول أوروبية عدة أخرى مثل المانيا وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا والنمسا وبولندا واليونان وكرواتيا، دبلوماسيين روس منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وفي بعض الأحيان، ترافقت عمليات الطرد مع اتهامات بالتجسس.
وتعهدت موسكو الرد على هذه الإجراءات وسبق لها أن طردت عشرات الدبلوماسيين الغربيين.
عملٌ عدائي
من جانبها، وصفت إيطاليا الأربعاء طرد موسكو دبلوماسيين أوروبيين بأنه "عمل عدائي" لكنها دعت إلى عدم قطع القنوات الدبلوماسية مع روسيا.
وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي خلال مؤتمر صحافي في روما "إنه عمل عدائي لكن يجب أن نتجنب قطع العلاقات الدبلوماسية. يجب ألا يؤدي ذلك إلى قطع القنوات الدبلوماسية تماما لأننا إذا استطعنا تحقيق السلام، سنكون حققناه من خلال هذه القنوات الدبلوماسية".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان إن إسبانيا "ترفض" طرد 27 من دبلوماسييها.
كذلك، تم استقبال السفيرة السويدية مالينا مارد الأربعاء بناء على طلبها في وزارة الخارجية الروسية لإبلاغ موسكو، كما جاء في بيان صحافي للخارجية الروسية، بقرار الحكومة السويدية طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي هذا السياق من التوترات غير المسبوقة بين الروس والغرب، اقترح مسؤولو البلدية في موسكو الأربعاء تسمية منطقة، لم تسمّ حتى الآن، تقع أمام سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الروسية "ساحة المدافعين عن دونباس".