ساراييفو: وجّه مئات من سكان ساراييفو السبت رسالة دعم "لشعب أوكرانيا الشجاع"، وذلك خلال تجمّع أقيم بالتزامن مع الذكرى السنوية الثلاثين لبدء حصار العاصمة البوسنية.
وتجمّع المشاركون في التحرّك في ساحة سوزان سونتاغ التي سميّت تيمّناً بالكاتبة الأميركية التي زارت ساراييفو إبان الحصار الذي فُرض عليها في تسعينيات القرن الماضي.
ولوّح متظاهرون بأعلام أوكرانية، فيما رفع آخرون لافتات كتبت عليها عبارات "المجد لأوكرانيا" و"محبة من ساراييفو إلى كييف".
وقال المخرج البوسني دينو مصطفيتش مخاطباً المشاركين في التجمّع "نعرف تماماً، انطلاقاً من خبرتنا، أن الدعوات لا توقف القتل، لكننا نقيم تجمّعاً لكي نقول للأوكرانيين إنهم ليسوا لوحدهم. إنهم يناضلون من أجلنا جميعاً، نحن الذين ندرك أهمية النضال ضد الفاشية".
وبعد مرور شهر ونصف شهر على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"رد دولي حازم" بعدما استهدفت ضربة صاروخية الجمعة محطة القطارات في كراماتورسك في شرق البلاد، وأوقعت 52 قتيلاَ بينهم خمسة أطفال، وفق آخر حصيلة للسلطات المحلية.
وإلى الآن غادر أكثر من 4,4 ملايين مدني أراضي أوكرانيا هرباً من المعارك لاجئين إلى دول مجاورة، وفق حصيلة أعدّتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن حصيلة النازحين داخل البلاد بلغت 7,1 ملايين شخص.
وتابع المخرج البوسني "كل صورة للحرب تأتينا اليوم من أوكرانيا تعيدنا بالذاكرة إلى الصور التي كانت تصدّرها بلادنا في تسعينيات القرن الماضي".
وأضاف "إنها مطابقة: أطفال يبكون يغادرون في مواكب، منازل محروقة، أطفال رضّع ولدوا في الملاجئ، دماء على الأرض (...) نحن ربّما أكثر من يفهم في أوروبا ما يجري هناك اليوم".
ذكرى حرب البوسنة
وتحيي ساراييفو هذا الأسبوع الذكرى السنوية الثلاثين لبدء الحصار الذي فرض عليها في الخامس من نيسان/أبريل 1992. فسكان المدينة البالغ عددهم 360 ألفا تعرّضوا مدى 44 شهراً للقصف المدفعي لقوات صرب البوسنة. وقُتل في ذاك النزاع أكثر من 11500 شخص بينهم 1600 طفل ومراهق، وجُرح أكثر من 50 ألف شخص.
وندّدت رئيسة بلدية ساراييفو بنيامينا كاريتش بـ"معاناة رهيبة لشعب أوكرانيا الشجاع والذي يعيش وضعا نعرفه جيداً".
وقالت كاريتش التي كانت تبلغ عاماً واحداً عندما بدأت الحرب في البوسنة "بعد ثلاثين عاماً على بدء حصار ساراييفو (...) كنا نعتقد أن الحرب والعدوان لا يمكن أن يتكررا في أوروبا. هذا الاعتقاد ويا للأسف ليس صحيحاً".
وأوقعت الحرب في البوسنة نحو مئة ألف قتيل.