تل أبيب: بعد مطاردة استمرت ساعات، قتلت الشرطة الإسرائيلية الجمعة فلسطينياً نفذ هجوماً جديداً أودى بحياة شخصين على الأقل وأدى إلى جرح نحو عشرة آخرين في وسط تل أبيب.
وقال مسؤولون في أجهزة الأمن صباح الجمعة إنه "تم تحديد مكان الإرهابي الذي نفذ الهجوم المسلح أمس في تل أبيب، وتحييده"، موضحين أن الرجل وهو فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، قتل بالقرب من مسجد في حي يافا.
ولم تكشف أجهزة الأمن هوية منفذ هذا الهجوم لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أنه يدعى رعد فتحي حازم وهو فلسطيني من منطقة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكان الرجل فتح النار حوالى الساعة 21,00 (18,00 ت غ) في شارع ديزنغوف وهو شريان في وسط المدينة الساحلية المعروفة بمقاهيها وحاناتها ومطاعمها، ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح نحو عشرة آخرين إصابات بعضهم خطيرة. وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أن القتيلين اسرائيليان من كفار سابا (وسط).
عملية مطاردة
وانتشرت القوات الأمنية على الفور بقوة وأطلقت عملية مطاردة بينما تحدث شهود عيان عن حدوث فوضى في وسط المدينة الإسرائيلية.
وقال بنيامين بلوم الذي يعمل في مطعم قريب من مكان الهجوم "إنها أجواء حرب وعناصر الجيش والشرطة في كل مكان (...) لقد فتّشوا المطعم في حين كان أشخاص يبكون ويركضون في كلّ الاتجاهات".
أمّا درور يحزقيل (39 عاماً) الذي كان يحتسي كأساً مع أخيه بسلام في شارع ديزنغوف عندما بدأ الهجوم فقال لوكالة فرانس برس إنّ "الناس بدأوا يجرون نحو مطعم وهم يصرخون (هناك إرهابي)".
وأضاف "ركضنا إلى داخل المطعم. بسبب التدافع سقط أناس فوق بعضهم البعض. كان الموظفون يدفعون الناس نحو المطبخ. كنا فوق بعضنا البعض ومذعورين".
وقال المفتش العام للشرطة الاسرائيلية يعقوب شبتاي في بيان "بعد ليلة صعبة وبعد ساعات طويلة من العمل للشرطة الإسرائيلية وأجهزة الأمن الداخلي والجيش، نجحنا هذا الصباح (...) في إحكام الخناق على الإرهابي الذي قتل في تبادل لإطلاق النار". وأوضح أنه لم يصب أي شرطي في تبادل إطلاق النار.
من جهته، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت صباح الجمعة اجتماعاً شارك فيه خصوصاً وزيرا الدفاع والأمن الداخلي ورئيسا هيئة الأركان العامة للجيش ولجهاز الأمن الداخلي.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان باللغة العربية إن بينيت "أوعز بفحص ضلوع البيئة القريبة المحيطة بالإرهابي بالعملية وبالعمل المناسب إزاء كل من ساعده أو كان يعلم عن نواياه العنيفة".
وأضاف البيان أن رئيس الوزراء "أوعز أيضاً بإبقاء معبر الجلمة (الذي يفصل مدينة جنين عن اسرائيل) مغلقاً حتى إشعار آخر بهدف تقييد إمكانية الحركة من مدينة جنين وإليها"، متوعداً بأن "كلّ من ساعده - بشكل غير مباشر أو مباشر - سيدفع الثمن".
"رد طبيعي"
ذكر جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي شين بت أن المهاجم يبلغ من العمر 28 عاماً ويدعى رعد حازم. وهو فلسطيني "ليس له انتماء معروف" لفصيل مسلح، وهو من منطقة جنين في شمال الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967.
ومن منطقة جنين أيضاً خرج منفذو هجوم أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في 29 آذار/مارس بينهم أوكرانيان وشرطي من عرب إسرائيل في بني براك البلدة التي يقطنها يهود متشددون تقع في ضواحي تل أبيب.
وبعد هذا الهجوم قام الجيش الإسرائيلي بعمليات دهم في جنين قتل خلالها ثلاثة من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المسلحة. ورحبت حركة الجهاد الإسلامي، ومقرها في قطاع غزة بهجوم الخميس معتبرة أنه "رد طبيعي" على "جرائم" إسرائيل.
كما أعلنت حركة حماس في بيان الخميس أنها تبارك "العملية البطولية" في تل أبيب التي تشكل "ردّاً طبيعياً ومشروعاً على تصعيد الاحتلال جرائمه" على حد قولها.
وفي واشنطن دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "الهجوم الإرهابي"، مؤكّداً أنّ الولايات المتّحدة "ستواصل التواصل المنتظم مع شركائنا الإسرائيليين الذين نقف معهم بحزم في مواجهة الإرهاب والعنف المجنونين".
سلسلة هجمات
ومنذ 22 آذار/مارس، قتل 13 شخصاً على الأقل في سلسلة هجمات في إسرائيل.
وفي 22 آذار/مارس في بئر السبع في صحراء النقب (جنوب)، قتل أربعة اسرائيليين في هجوم طعناً وصدماً نفذه مدرس حكم عليه في 2016 بالسجن أربعة أعوام لنيته التوجه إلى سوريا بهدف القتال في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.
في أعقاب تلك الهجمات، اعتقل الجيش والشرطة وأجهزة الأمن الداخلي الإسرائيلية عشرات من المشتبه في صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية في إسرائيل، وعززت عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في جنين شمال الضفة مسقط رأس منفّذ هجوم بني براك.
يأتي الهجوم الأخير في تل أبيب بينما وضعت الشرطة في حالة تأهب قصوى لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في شهر رمضان العام الماضي الذي صادف في أيار/مايو أدت مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة إلى حرب استمرت 11 يومًا بين حماس وإسرائيل.