بروكسل: يعقد الاتحاد الأوروبي الجمعة قمة افتراضية مع الصين على خلفية القلق المتزايد من تقارب بكين المتواصل مع موسكو وإحجامها عن إدانة غزو هذه الأخيرة لأوكرانيا.
وسينعقد اللقاء الافتراضي بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
وقال الوزير الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية كليمان بون "سيركّز الاجتماع على الدور الذي نحث الصين على ممارسته، أي أن تكون إلى جانب مبادئ القانون الدولي دون غموض وأن تمارس كل التأثير والضغط الضروريين على روسيا".
وأضاف "لم يكن هذا هو الهدف الأساسي للقمة لكنه طبعًا أصبح واحدًا"، مشددًا على أن مواضيع أخرى مثل المناخ والتجارة "لن تكون غائبة".
العلاقات الدبلوماسية
وتُعقد القمم الصينية الأوروبية عادةً لتعزيز العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي. لكن فرض عقوبات متبادلة العام الماضي على خلفية معاملة الصين لأقلية الأويغور المسلمة، والتي تلاها حظر الواردات من ليتوانيا للصين على خلفية فتح بعثة دبلوماسية لتايوان في فيلنيوس، أفسد الاستعدادات للاجتماع في حينها.
وجاء تراجع العلاقات مفاجئاً بعد أن كان الاتحاد الأوروبي والصين قد أبرما صفقة استثمارية في أواخر العام 2020 سعت إليها ألمانيا منذ فترة طويلة.
وأدت المخاوف المتعلقة بوضع حقوق الإنسان في الصين والضغط الأميركي على الاتحاد الأوروبي، إلى استنفاد الزخم وبث الريبة وتدهور العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوياتها.
وساءت العلاقات أكثر مع امتناع بكين عن إدانة هجوم موسكو على أوكرانيا الموالية للغرب، حيث ترى بعض العواصم الأوروبية ظهور كتلة صينية روسية ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم الأكثر ليبرالية.
وقال وزير خارجية الصين وانغ لي الأربعاء في اجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن "تعاون الصين-روسيا لا حدود له"، مكررًا جملة استخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ.
وقال النائب الألماني رينهارد بويتيكوفر، وهو من منتقدي بكين، إن الصداقة بين روسيا والصين "موجهة بشكل واضح نحو إقامة نظام عالمي جديد تهيمن فيه سياسات القوة العظمى الاستبدادية على سيادة القانون الدولي".
ولكن نظرًا لعلاقات الصين التجارية مع أوروبا، فإنّ "طرق الصين في التعامل مع العدوان الروسي هي محاولة معقدة للوقوف إلى جانب روسيا دون دفع الكثير من الثمن مقابل ذلك"، بحسب بويتيكوفر وهو أحد النواب الأوروبيين الذين فرضت الصين عقوبات عليهم.
وشدد مسؤول أوروبي مشارك في التحضير للقمة التي تشمل جلسة مع رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ على أهمية موقف الصين من روسيا قبل كل شيء آخر.
وقال "هناك دلالة كبيرة لاستخدام الصين أو عدم استخدامها نفوذها لفرض وقف إطلاق النار وإقامة ممرات إنسانية وما إذا ساعدت أو لا تساعد في الالتفاف على العقوبات".
لكن السفيرة الفرنسية السابقة لدى كل من موسكو وبكين سيلفي بيرمان نبهت إلى أن "فكرة فصل الصين عن روسيا حلم لن يتحقق".
الوضع الدولي
وبينما تتصدر أوكرانيا جدول أعمال القادة الأوروبيين، فإن الحالة ليست مماثلة بالنسبة لبكين.
ولدى سؤاله الأربعاء عمّا تتوقعه القيادة الصينية من القمة، لم يتطرّق متحدث باسم الخارجية الصينية أبدًا لموضوع أوكرانيا بالاسم.
وقال المتحدث وانغ وينبين "إن الوضع الدولي غير مستقرّ ومتوتر، والغموض يتزايد"، مضيفًا "إن الصين والاتحاد الأوروبي قوتان أساسيتان لإرساء السلام في العالم".
لكن مسؤولًا كبيرًا في الاتحاد الأوروبي شدّد على ضرورة "أن تدرك الصين أن (...) للغزو الروسي لأوكرانيا تأثير على علاقات الاتحاد الأوروبي مع الصين".
ويتوقع الأستاذ في معهد الاقتصاد العالمي في جامعة فودان في شنغهاي دينغ تشون، أن تُناقش مسألة أوكرانيا، حتى لو لم تكن هناك تطورات متوقعة.
وقال لوكالة فرانس برس "سيستعرض الطرفان فحسب مواقفهما".