: آخر تحديث

رحيل في رحم العراق

77
76
75

عامٌ قديمٌ في الرؤى          والحزن يملؤه الهوى

لا انت باقي في المدى      لا انت أقرب مفتدى

       وطني الجريح المرتجى
 

وحينما أتت السنين العابرات         أعوام من حلقاتها تنازع الخطوب

وتفترشْ تاريخها،                          فلا ترى الا التخبط في العيوب

وتهبط الاحلام في عمق الجحيم

تتجاذب الأطراف عن معنى البقاء

والعالم المرهون يدفع في الخفاء

 ضريبة الحريق والبكاء

ضريبة الحروب والسجون والمنفى العتيق

سيان عند القابعين على الطريق 

فاذا الجديد حاملاً فايروسه القديم

فهو المصير الى الهلاك..

ها انت تدفعك الكآبة والهروب في وسط الزحام

وانت تدفع ثم ترفع صخرةً من السديم*

وتذاكر الرحلاتْ تملؤها الثقوب

والصولجان بلا عيوب

تمثاله النيران في قلب الثلوج

سيان يا معروق في أزماتها

"تجعله إله

تبعثه رسول

تقبله ولي

لا مسرعاً عجول

يعبدهُ البشر

في باحة الغروب

كأنهُ القدر

في سقم الدروب"
 

سيان لا تنام في الجلوس

سيان ان تنام

ها انت يا عراق يا عراق تنحت التمثال بالأظافر الملساء

 تمثال من مثال من سباء

في عالمٍ مصاب بالخدر

مصاب بالوباء المُنْتَظَرْ

 ترفعه الصخور في مجالها المطمور بالرصاص

 تنصبهُ في اورنا الخَصاءْ

الصخرة المثقال يا رجال

ويا نساء العاصمة

كظيمةٌ تعبره فريدة الوجوه

تعبدها الشموس والقمر

الصخرة التاريخ في الخروج والزمن

يلح هاجس العراقْ

يئن من دمه المراق

الواح من طين الرطين

كل القوانين الحضارة والمثال

يحفظ نصاً في الوجود

أنكيدوا في العراء لا خلود 

كالكامش المسحور في الباب العظيم

في بحثه الدؤوب

عن شاعرٍ صعلوك مات من العرق

كالطائر المذبوح في عمق الغسق

يقتله الظمأ

في الحلم صخرة تعيد عالم الغرابة

 عراق يذبحه الصنم

ترسمهُ الاحلام في معابد الورق  

تشرقهُ الشمس من الغروب

تظهرهُ الرياح من الجنوب

وكيف تنتهي في رجفة الندوب

من الشروق فجوة تعيد رسمها الملون العميق

رأيت في المناصب العروس في شحوب

عرفت من تصوري ما لم يجس من ذنوب

 ما لم يحس من الخطوب
 

اعالج الضيق

مشيتُ في الكعبة كي اغسل ذنوبي

وكان ذنبي ان أقوم في الصراع

سعيتُ كي استر عيوبي

اصارع الغيلان والشيطان والغربان في حسي

ما من سبيل سوى الصراع

قيمُ البقاء بلا رجوع

ما من سبيل الى النكوص

الا وقد ضاع الطريق

وتجلدت الصور القديمة في النحول

فما هو الطريق؟

عامٌ تجذر في الأصول

يا وطني المصلوب في البهاق
 

السر ناخ على خطر

رحل القديم بعد عامٍ ثم عامْ

هبطتْ أقاليم الفصول

والقوم في عرف الأصول تجول تبحث عن وفاق

بغداد شقت ثوبها من الحريق المحتمل

فلا الشتاء صار من هذا الشتاء

ولا الربيع سار من هذا الربيع

الناس فزعى من جرادٍ في الحقول

ولا الرضيع بقى رضيع

لا رجعة او لا رجوع سوى الطلوع

واتى الجديد بفزعةٍ بين الصراخ

وتنشُ من أملٍ على مهل السطوع

أيامه، ما بين رحلةٍ والنادبات  

والسرد بان من السبات

 السر بين سرها لاح المريب

بغداد ثكلى كل عامٍ أو يزيد

اوروك في السيف المرقط من خطر

وبقى لأعوام شريد

عامٌ تبدل من حديد

عامٌ تقطر من دموع الراحلات

قد حينما عام تجوع

بغداد ثكلى في الدموع

بكت الحشود

في سرها

بعد الصعود

بغداد بعد نزيفها عاشتْ تعود

عاشتْ تعود!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات