من حق الشعب السوري أن يسأل ويتساءل: "سوريا إلى أين..؟" طالما أنّ حتى لواء الإسكندرون قد أصبح محافظة تركية أطلق عليها الأتراك إسم: "إقليم هاتاي" وحيث أنّ الجيش التركي، في غياب كيان سوري وفعلياًّ غياب نظام كان على راسه "شكلياًّ" بشار الأسد، بات يسيطر حتى الآن على أكثر من عشرة في المائة من مساحة هذا البلد العربي أي على نحو ما يزيد عن عشرين ألف كيلو متر مربعاً.. وهذا قد تم بعد تفاهمات "لا بل مؤامرة مكشوفة" بين رجب طيب أردوغان.. و"الرفيق"!! فلاديمير بوتين في ربيع عام 2020 .
ولعل ما يوجع قلب أي عربي حقيقي وفعلي أنّ نظام بشار الأسد قد بات مجرد إسم بدون مسمى وأنّ إيران "دولة الولي الفقيه".. قد توغلت في هذا "القطر العربي"، الذي كان يوصف بأنه: "قلب العروبة النابض"، وباتت تحتله وتسيطر عليه كسيطرتها على لبنان وعلى ذلك الجزء الذي يجري الصراع عليه في اليمن الذي هو لم يعد سعيداً.. ولا هُمْ يحزنون!!.
والمعروف أنّ حزب الله هذا الذي هو في حقيقة الأمر حزب إيران.. وحزب الولي الفقيه، بات يشكل دولة إيرانية داخل الدولة اللبنانية وإنه أيضاً قد أصبحت هناك دولاً متعددة داخل الدولة السورية وداخل الدولة اللبنانية.. وأيضاً وللأسف وداخل الدولة العراقية.. والدولة اليمنية.. وهكذا وفي حقيقة الأمر أنّ نظام "حزب البعث" لم يعد له أي وجود في "القطر العربي السوري" وأنه لم يعد هناك ذلك النشيد القومي القائل: "من قاسيون أطل يا وطني.. فأرى دمشق تعانق السحب.. آذار يدرج في مرابعها.. والبعث ينثر فوقها الشهبا"!!.
وحقيقة.. وهذه الحقيقة باتت واضحة ومعروفة ولا يستطيع إنكارها لا باقي من تبقى من "البعثيين" الذي لم يبق منهم إلّا ما يشبه بقايا الوشم في ظاهرة اليد.. ولا غيرهم وهذا يعني أنه لم يعد هناك وجوداً لا فعلياًّ ولا شكلياًّ في القطر العربي السوري لا لحزب البعث ولا للرئيس بشار الأسد.. وإن القطر العربي السوري قد بات ملحقاً.. ومسيطراً عليه من قبل النظام الإيراني ومن قبل دولة الولي الفقيه علي خامنئي الذي من المعروف أن قرار إيران في حقيقة الأمر ليس قراره.
وهكذا وفي النهاية.. ويبدو أنه لا نهاية أنّ المعروف أنّ الإخوان المسلمين في لحظة تاريخية قد كانت مريضة بالفعل قد ركبوا موجة ما سمي: "الربيع العربي" وحاولوا السيطرة إنْ ليس على هذه المنطقة العربية كلها فعلى العديد من دولها.. لكن وكما قال الكاتب المختص في شؤون الجماعات الإرهابية، جمال عزيز "إنّ أحجار الدومينو الإخوانية قد باتت تتساقط الواحدة تلو الأخرى وأن هذا التساقط بات يشمل حركة "حماس" على إعتبار أنها تنظيماً إخوانياً لم يعد له في الحقيقة أي مستقبل سياسي.. وأنّ مصيره المحتوم هو مصير الجماعات الإرهابية كلها".. وهنا فإنّ هناك من قال أنّ هذا قد صبّ بالدرجة الأولى في صالح الفلسطينيين.. وفي صالح الشعوب العربية والإسلامية والله أعلم!!.