قتل ما لا يقل عن 54 شخصا وأصيب آخرون بعد أن انقلبت الشاحنة التي كانت تقلهم جنوبي المكسيك، حسب ما أفادت به السلطات.
وكان أكثر من 150 شخصا، يقال إنهم مهاجرون من أمريكا الوسطى، قد حشروا في الشاحنة عندما انقلبت في ولاية "تشياباس".
ويظهر في الصور الواردة من موقع الحادث ضحايا أجسادهم مبعثرة في الشارع بالقرب من الشاحنة المنقلبة.
وهناك أيضا صفوف مما يعتقد أنها جثث جرت تغطيتها بملاءات بيضاء.
وهذه واحدة من أسوأ الحوادث من نوعها في المكسيك. وقد تأكد مقتل 49 شخصا في موقع الحادث، وفارق خمسة آخرون الحياة في المستشفى في وقت لاحق، حسب ما قال حاكم تشيباس، رووتيليو إسكاندون.
وجرح أيضا 105 أشخاص جراء الحادث، منهم 83 رجلا و 22 امرأة، كما قال حاكم الولاية.
وقال مسؤولون في قسم الطوارئ إن هناك رجالا ونساء وأطفالا بين الضحايا، ولم يكشف النقاب عن جنسياتهم، لكن بعض المسؤولين المحليين قالوا إن معظم الركاب الذين كانوا في الشاحنة من هندوراس وغواتيمالا.
وتفيد التقارير أن الشاحنة كانت تسير بسرعة حين انقلبت عند أحد المنحنيات واصطدمت بجسر للمشاة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى عاصمة الولاية توكستلا غوتيريز.
- مخاوف من مقتل عشرات المهاجرين بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن
- بريطانيا تحقق في اقتياد مهاجرين من المياه الإقليمية لفرنسا
يذكر أن إقليم تشياباز، المتاخم لغواتيمالا، هو أحد مناطق الترانزيت الرئيسية للمهاجرين الذين لا يملكون وثائق.
ويحاول مئات آلاف المهاجرين الفارين من وجه الفقر والعنف في أمريكا الوسطى عبور الحدود المكسيكية في محاولة للوصول إلى الولايات المتحدة.
ويدفع الكثيرون منهم أموالا للمهربين الذين ينقلونهم بشكل غير شرعي في شاحنات مزدحمة وخطيرة في رحلة طويلة.
يذكر أن حدود المكسيك مع الولايات المتحدة هي أخطر معبر حدودي في العالم، وفقا لبيانات من منظمة الهجرة الدو لية.
وقد لقي 650 شخصا حتفهم في هذه السنة وحدها في محاولة عبور الحدود، وهو أكبر عدد سنوي حتى الآن، منذ بدء المنظمة تسجيل البيانات.
وتقع العديد من حالات الوفاة خلال الرحلة إلى المنطقة الحدودية، لكنها صعبة التوثيق، كما قالت المنظمة.
ووصف الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الاصطدام بأنه "مؤلم جدا" وكتب على تويتر "أشعر بالأسف الشديد للمأساة".
ويل غرانت - مراسل بي بي سي لشؤون المكسيك وأمريكا الوسطى
في الشهر الماضي، وجدت قافلة تقل مهاجرين عبر تشياباس أن السلطات المحلية قد شددت ملاحقة الأشخاص الذي يساعدون في نقل المهاجرين، وكان عليهم أن يقطعوا الرحلة سيرا على الأقدام.
وهذا يعني أنهم حملوا أطفالهم ومتعلقاتهم في جو حار جدا وشديد المطر عبر الولايات الجنوبية للمكسيك.
وهذا أسلوب تستخدمه الحكومة لمحاولة كسر إرادة المهاجرين لترى إن كان أي منهم سيختار العودة أو طلب اللجوء في المكسيك.
واستمرت الشاحنات في هذه الأثناء في نقل آلاف المهاجرين أمام نظر السلطات، وربما بتواطئها.
وتزدحم المقطورات بالعائلات الواقفة على الأقدام في ظروف غير آمنة لساعات، وعدم تكرر الحوادث بشكل أكبر في ظروف كهذه يعتبر من المعجزات.
وكثيرا ما يواجه المهاجرون خطر الاختناق، حيث لا يؤمن المهربون لهم منافذ كافية للتنفس أو ماء للشرب.
مع ذلك فمعظم من كانوا في الحادث الأخير أتوا من أمريكا الوسطى فرارا من وضع اقتصادي صعب جدا، ومن تأثير التغير المناخي على اقتصاد بلادهم، وخطر العصابات المسلحة، أو جميع العوامل السابقة مجتمعة.
وبأخذ كل هذا بعين الاعتبار، سيستمر آلاف آخرون في تحدي كل الأخطار السابقة هربا من الظروف غير المحتملة في بلادهم.