: آخر تحديث
قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع

السودانيون في الشوارع مجددًا احتجاجًا على الإنقلاب

69
70
71

الخرطوم: نزل آلاف السودانيين مجدّدًا إلى الشوارع احتجاجًا على انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وذلك على الرغم من سقوط 24 قتيلاً في التظاهرات حتى الآن.

وقال شهود لوكالة فرانس برس إنّ قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخرطوم وفي منطقة بحري (شمال شرق) ما أدّى إلى سقوط جرحي في العاصمة التي قطعت عنها كل خدمات الاتصالات الهاتفية كما قطع عنها الإنترنت منذ 24 ساعة.

وانتشرت قوات شرطة وجيش بكثافة في العاصمة السودانية وكانوا مسلّحين ببنادق آليّة وأغلقوا الطرق المؤدّية إلى مقر القيادة العامة للقوّات المسلّحة وإلى قصر الرئاسة ومقر الحكومة.

بدأ المئات في التدفّق بعد الظهر في أحياء عدّة في الخرطوم وهم يهتفون "لا لحكم العسكر"، "السلطة سلطة الشعب" و"الشعب يريد المدنيين".

حمل المحتجّون صور "الشهداء" الذين سقطوا خلال الإحتجاجات ضد الإنقلاب وكذلك الذين قُتلوا أثناء التظاهرات التي استمرّت خمسة أشهر وأدّت إلى إسقاط عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.

جولات أميركية

وقامت نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في خلال الأيام الأخيرة بجولات مكوكية بين المدنيين، ومن بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أقاله الجيش ووضعه قيد الإقامة الجبريّة، وبين العسكريّين في محاولة للتوصّل إلى تسوية تتيح العودة إلى المرحلة الإنتقالية المفترض أن تقود إلى سلطة منتخبة ديموقراطيًّا في العام 2023.

ولكن قائد الجيش لا يعتزم على ما يبدو العودة إلى الوراء: فقد أعاد الأسبوع الماضي تعيين نفسه على رأس المجلس السيادي، أعلى سلطة خلال المرحلة الإنتقالية، بعد أن أعاد تشكيله مستبعدًا منه ممثّلي قوى الحرية والتغيير وهو تحالف المدنيين المنبثق عن الانتفاضة ضد البشير.

وسبق أن نزل عشرات الآلاف من السودانيين إلى الشوارع مرتين في 30 تشرين الأول/أكتوبر وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر احتجاجًا على الإنقلاب.

تواصل الإعتقالات

ولتقويض الإحتجاجات، تتواصل الإعتقالات التي شملت مئات من السياسيّين والناشطين والصحفيين بل والمارة.

وأوقفت السلطات الأحد مدير مكتب الجزيرة في السودان المسلمي الكباشي قبل أن تطلق سراحه الثلاثاء.

ووفقًا للجنة الأطباء المركزية (تجمّع نقابي موالي للقوى المدنية) قامت قوات الأمن التي قتلت 24 شخصٍا وأصابت مئات بجروح منذ الانقلاب، بتوقيف أطباء وناشطين حتى داخل المستشفيات في الخرطوم.

على الصعيد السياسي، لم يعلن العسكريون بعد تعيين رئيس جديد للوزراء رغم إعلانهم أكثر من مرّة أنّ تشكيل حكومة جديدة صار "وشيكًا".

وأعلنت عدّة شخصيات برزت أسماؤهم ليحلّوا محل حمدوك اعتذارهم عن قبول منصب رئيس الوزراء.

وطالبت مولي في من جهتها بعودة حمدوك إلى موقعه.

اعتقالات وقتلى

وأوقف البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر غالبية المسؤولين السياسيّين المدنيّين الذين كان يتقاسم معهم مؤسّسات السلطة الانتقالية وحلّها كلّها.

وإذا كان أطلق في ما بعد أربعة وزراء، فإنّه اعتقل في المقابل وجوهًا أخرى للقوى المدنية وألغى من الوثيقة الدستورية التي تم الإتفاق عليها بعد إسقاط البشير أي إشارة لقوى الحرية والتغيير.

وسقط 24 قتيلًا منذ بداية الإحتجاجات على انقلاب البرهان من بينهم 3 مراهقين، بحسب منظّمة اليونيسف التي أعربت عن قلقها من الاستخدام "المفرط" للقوة ضد المتظاهرين السلميين. وسبق أن سقط 250 سودانيًّا ضحايا لقمع التظاهرات المطالبة بإسقاط البشير.

الفريق أول البرهان يتعهّد مجدّدًا للدبلوماسية الأميركية أنه يعتزم إجراء انتخابات عامة عام 2023 ويؤكّد أنّه لم يفعل سوى "تصحيح مسار الثورة" لإعلان الدستور.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار