بروكسل: قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور الثلاثاء إنّ إجبار السلطات البيلاروسية طائرة أوروبية على تغيير مسارها لاعتقال معارض أظهر حاجة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتعزيز قدراته "للعمل سويا"، مع الاستعداد لعقد قمة لقادة الحلف.
وأجرى وزراء دفاع وخارجية الحلف المؤلف من 30 بلدا محادثات عبر الفيديو لمحاولة صوغ الاقتراحات لإصلاح التحالف العسكري قبل الاجتماع المهم الذي يضم الرئيس جو بايدن في بروكسل في 14 حزيران/يونيو.
وقالت الوزيرة قبل المباحثات "لقد اختبرنا للتو حادثا مخزيا شهد تدخلا كبيرا في حركة الملاحة الجوية المدنية من قبل بيلاروس".
وتابعت أنّ "ذلك يوضح حجم التحديات التي نواجهها سواء من روسيا او الصين او التكنولوجيا الحديثة".
وأكّدت كرامب كارنباور أن "من المهم للغاية تقوية قدراتنا للعمل سويا على سبيل المثال ... بوسائل مشتركة".
وكان رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشنكو إثار تنديدا دوليا واسعا الشهر الماضي حين اعترضت مقاتلات بلاده طائرة تابعة لشركة راين إير وأجبرتها على الهبوط في مينسك قبل اعتقال صحافي معارض كان بين ركابها.
ودان الحلف الأطلسي "حادثا جديا وخطيرا وغير مقبول" وأعلن تقييد دخول الطاقم الدبلوماسي البيلاروسي لمقراته.
وتأتي التوترات الجديدة فيما تدرس الدول المنضوية في الحلف اقتراحات لتحديث التحالف الذي قام قبل سبعة عقود في أعقاب الحرب العالمية الثانية لمواجهة الاتحاد السوفياتي.
ويضغط الأمين العام للتحالف ينس ستولتنبرغ لمجموعة تغييرات من بينها تعزيز التمويل المشترك للدفاع والردع وزيادة التنسيق السياسي بين الحلفاء.
ولا يزال بعض أعضاء التحالف يعارضون اقتراح زيادة الإنفاق المشترك بحجة أنه يمكن أن ينقص الأموال من موازنات الدفاع الوطني.
وأفادت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي لصحيفة بوليتيكو "كل هذه الأموال لن تذهب نحو زيادة الموازنات الوطنية وجهود دفاعية أوروبية تفيد الحلف".
وأصر ستولتنبرغ على أنه لا يوجد "تناقض" بين الجهود الوطنية وجهود ناتو، وقال إنه واثق بأن القادة سيتفقون على أجندة "طموحة".
وأثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توترا في العلاقات مع الحلفاء مع توجيهه انتقادات لاذعة لهم لعدم إنفاقهم أموالا كافية على شؤونهم الدفاعية.
وتحرك بايدن سريعا لطمأنة الحلفاء الى أنه سيعيد بناء العلاقات، لكن قراره سحب قواته من أفغانستان ترك التحالف يسعى الى بلورة خطة جديدة.
ويعمل التحالف على وضع خطة لتأمين سفارات اعضائه مع سحب مهمة الحلف العسكرية بعد نحو عقدين من التدخل.
واوضح ستولتنبرغ أنّ التحالف يعمل على وسائل تساعد في الحفاظ على بنى تحتية رئيسية مثل مطار كابول وتدريب القوات الخاصة الأفغانية خارج البلاد.