الرباط: في خرق جديد لاتفاقية وقف إطلاق النار في الصحراء اقتحمت عناصر تابعة لجبهة البوليساريو مساء الخميس موقعا يبعد نحو كيلومتر واحد عن بلدة المحبس على مقربة من الجدار الأمني المغربي ونصبت به خياما.
وتتبع بلدة المحبس حسب التقسيم الإداري المغربي لمنطقة أسا الزاك المحادية للحدود مع الجزائر.
وكان الجيش المغربي قد أخلى الموقع في سنة 1991 في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار التي أبرمت نهاية السنة نفسها، باعتبارها تدخلا في إطار منطقة التماس العازلة والخالية من السلاح على الحدود المغربية - الجزائرية.
وأفاد مصدر أمني مغربي أن نحو 14 عنصرا مسلحا تابعين لجبهة البوليساريو دخلوا المنطقة على متن أربع سيارات من نوع جيب . وأشار المصدر إلى أن المسلحين حلوا بالمنطقة على مرحلتين . ففي الأولى وصل تسعة مسلحين على متن سيارتين حوالي السادسة مساء وعشر دقائق ونصبوا خيمة بالموقع.
وبعد ذلك بحوالي نصف ساعة التحق بهم 5 مسلحين آخرين على متن سيارتي جيب، ليبلغ عدد المسلحين 14 شخصا و4 سيارات عسكرية.
ويأتي هذا التصعيد بعد ايام من تقديم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء تقريره الأولي لمجلس الأمن الدولي في 21 من الشهر الحالي، والذي تضمن إنذارًا لـ" بوليساريو" بسبب تدخلاته المتكررة في المنطقة العازلة بالصحراء ، والتي باتت تهدد وقف إطلاق النار. كما يشكل استفزازًا جديدًا على بعد أسابيع من موعد تقديم المبعوث الأممي تقريره حول الوضع في الصحراء لمجلس الأمن نهاية أبريل المقبل.
وبدأ التصعيد العسكري ل"!بوليساريو " قبل عامين عندما احتلت عناصر مسلحة تابعة له منطقة الكركرات بالمنطقة العازلة على الحدود الموريتانية - المغربية، والتي تضم المعبر البري الوحيد الذي يربط غرب إفريقيا بأوروبا عبر المغرب، وذلك بعد قيام المغرب بحملة لمحاربة التهريب على حدوده مع موريتانيا. وكرد فعل على انتشار مسلحي " بوليساريو" قام المغرب بدوره بنشر قواته العسكرية بالمنطقة، قبل أن يتراجع ويسحب قواته من طرف واحد استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة. غير أن " بوليساريو" رفض الامتثال وظل يحتل المنطقة ، ويعترض حركة النقل التجاري والمدنيين في المعبر الحدودي الشيء الذي استدعى إنذارًا قوي اللهجة من طرف مجلس الأمن في أبريل الماضي الشيء الذي أجبر جبهة البوليساريو على الانسحاب. غير أن قوات الجبهة ظلت تتدخل بشكل متكرر في المنطقة، وتقوم بين الحين والآخر بمناورات عسكرية في المنطقة العازلة كان آخرها في ديسمبر الماضي في الجانب الشرقي من الجدار العازل ، شاركت فيها آليات عسكرية مصفحة.