: آخر تحديث
بعد فوزه بجائزة الجمهور في أيام فينيسيا

سيريل عريس: "نجوم الأمل والألم".. ليس شرطاً أن يحبك الوطن!

6
6
5

إيلاف من البندقية: "هذا الفيلم ليس عن الحب، بل عن خيار البقاء رغم كل شيء.. أهديه لكل من قرر أن يحب وطنه حتى عندما لا يبادله الحب"، بهذه الكلمات عبر المخرج اللبناني سيريل عريس عن سعادته بفوز فيلمه "نجوم الأمل والألم" بجائزة الجمهور، والذي عرض ضمن أفلام قسم أيام المؤلفين في الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

الفيلم يروي قصة حب ياسمينا (مونيا عقل) الواقعية الحازمة، ونينو المنفتح الحالم (حسن عقيل)، اللذان يتحول حبهما إلى صراع بقاء في ظل الضغوطات السياسية والاقتصادية التي يعيشونها وسط تاريخ لبنان المضطرب.

عن الفيلم والمشاركة في فينيسيا، حاورنا في "إيلاف" مخرج العمل سيريل عريس، وبطلته مونيا عقل التي سبق وأن شاركت في المهرجان كمخرجة بفيلمها "كوستا برافا" عام 2021.

الفكاهة وسيلة مقاومة
يخوض سيريل عريس بـ"نجوم الأمل والألم" أولى تجاربه الروائية الطويلة، حيث سبق وقدم فيلمين وثائقيين، فاختار أن يعبر عن مشاكل جيله بعيدًا عن التناول السياسي المباشر، وبشكل يتخلله الفكاهة، وعن سبب ذلك يقول "عريس": "ما يميز اللبناني، في رأيي، هو روح الفكاهة التي ترافقه حتى في الأزمات.  نلجأ إلى الضحك كوسيلة للنجاة وتحمل الصعاب. الكوميديا جزء من هويتنا."

أضاف: "بدأت بكتابة السيناريو ثم تعاونت مع الكاتبة بان فقيه وهي صاحبة حس فكاهي خفيف الظل، مما ساعد كثيراً في تطوير النص باللهجة اللبنانية الدارجة."

الحب والحرب
وعن انعكاس الحروب والمشاكل السياسية التي تعيشها لبنان، وما إذا كان كل صناع الأفلام اللبنانيين لتناولها في أفلامهم قال: "ليس من الضروري أن يتناول كل فيلم لبناني الحرب، لكن القصة التي كتبتها تتناول طفولة نشأت في ثمانينيات القرن الماضي، أي في فترة الحرب. لم تكن الحرب هي المحور الأساسي، لكنها كانت الخلفية التي تشكّلت ضمنها الحكاية."

أضاف: "لكن مثلًا أدرجت مشاهد من انفجار مرفأ بيروت ليس لشيء غير أنني أشعر أن ما حدث هناك شكّل صدمة جماعية كبيرة للمجتمع اللبناني خاصة جيلنا. لم أستطع أن أتجاهل هذا الجرح، وكان لا بد من أن ينعكس في الفيلم."

وفي حديثه تطرق سيريل عريس إلى أسباب توتر العلاقة بين ياسمينا ونينو بعد الزواج، وما إذا كانت تلك هي طبيعة العلاقات بشكل عام قال: "العلاقات دائماً تبدأ جميلة، ومليئة بالمشاعر والحب، لكن مع مرور الوقت، وتحت ضغوط الحياة اليومية ومشاكل البلد، تتحوّل هذه الضغوط إلى عبء يؤثر على العلاقة. هي علاقة لبنانية نراها كثيرًا، علاقة يُثقلها وضع البلد".

مونيا عقل من مخرجة إلى ممثلة في فينيسيا 
"نجوم الأمل والألم" هو الحضور الأول لمونيا عقل في فينسيا كممثلة، لكنها سبق وشاركت فيه كمخرجة بفيلمها "كوستا  برافا"، وقدمت مونيا أداءً استحقت الإشادة عليه، وعن تلك التجربة قالت: "أنا في الأساس مخرجة، وإذا قررت أن أمثل فلا بد أن يكون هناك شيء صادق يجذبني، أو تحدٍ حقيقي يحمسني. في البداية كنت خائفة، ولم أرغب في أن أتحمّل مسؤولية فيلم ليس من إخراجي. لكن حين قرأت السيناريو شعرت بانجذاب عميق لشخصية ياسمينا. انبهرت بها، لأنها شخصية تريد أن تحب لكنها لا تعرف كيف، تخاف من ماضيها، ومن نشأتها، ومن مجتمع يفرض عليها أن تخفي مشاعرها. في داخلها طفلة تصرخ طالبة الحب، وهذا ما لمسني جداً."

أضافت مونيا: "طوال شهر نسيت أنني مخرجة، وعشت فقط شخصيتها وعلاقاتها. هذه التجربة علّمتني الكثير عن التمثيل، وفتحت عيني كمخرجة على مدى حاجة الممثل إلى الثقة والراحة كي يتمكن من العطاء."

ياسمينا ونينو والأمل
أضافت مونيا: "أحببت شخصية ياسمينا كثيرًا، فهي تستعيد الأمل من خلال الحب… حب زوجها وأولادها ووطنها. إنها تشبهني كثيرًا، في البحث عن الأمل، وشعورنا باليأس أحيانًا منه أن نجده، لكنني أيضًا أشبه نينو، أحب أن أمنح الأمل لمن حولي في أصعب الظروف".

وعن إذا ما كانت قد قررت العمل مرة أخرى كممثلة قالت: "الإخراج بيتي الأصلي، صحيح أن تجربة التمثيل أضافت لي الكثير وجعلتني أتفهم احتياجات الممثلين عن قرب، لكنني أجد نفسي في الإخراج، إلا في حالة أن عجبني السيناريو وشجعني على خوض التجربة كما فعلت شخصية ياسمينا بي".

التفاهم أساس النجاح
كشفت مونيا أنها تربطها بالمخرج سيريل عريس علاقة صداقة قديمة، لذلك تشجعت على خوض تجربة التمثيل معه، وأكدت أنها تحب التعاون معه في صنع الأفلام، باختلاف أدوارهما فيها.

أما رفيقها حسن عقيل، الذي قدم شخصية "نينو" قالت إنها لم تكن تعرفه من قبل التصوير، لكنهما قضيا وقتًا كبيرًا مع بعضهما للتحضير للعمل، وتبادلا الأحاديث عن أحلامهما وطفولتهما، ما خلص نووعًا من الإنسجام بينهما، وظهر ذلك على الشاشة، حيث تلقيا تعليقات مكررة عن "الكيميا" الكبيرة بينهما.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه